للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأهدَى إلى أبصارِنا كلَّ قُرّةٍ ... ونالَ به أقصَى المُنى كلُّ لاثمِ

تلقَّتْه منّا أوجهٌ بخدودها ... وألقَتْه أيْدِينا مكانَ العَمائمِ

وعُفِّرَتِ الوَجْناتُ فيه محبّة ... وألصقَ تقبيلًا له بالمَباسمِ

فقُدِّستِ النَّعلُ التي قد غَدَتْ لها ... خواضعَ تيجانُ الملوكِ الأعاظمِ

إذا لم تُعايِنْها فهذا مثالُها ... مثيرٌ شديدَ الشَّوق من كلِّ هائمِ

فَلَثْمُ ثَراها فيه رَيٌّ لأنفُسٍ ... لأنْ تَبرُدَ الأكبادُ منه حوائمِ

فليتَ جَبيني كان مَوطئَها فلا ... يَخافُ غدًا للنارِ لَفْحةَ جاحمِ

ويا فَضْلَها لمّا حوَتْ رِجْلَ سيّدٍ ... تُقرُّ له بالفَضْل كلُّ العوالمِ

حبيبي رسُولِ الله خاتمِ رُسلِهِ ... وصَفْوتِه المُعطى جميعَ المكارمِ

حنيني إلى تُرْبٍ له كان واطئًا ... تقَدَّس من تُربٍ حنينُ الرّوائمِ

فهل لي سبيلٌ والمُنى قد تُتاحُ لي ... إلى وَقْفةٍ ما بينَ تلك المَعالمِ

فأشْفي غَلِيلي بالتثامي تُرابَها ... وأسقيه من دمعي بأَوْكف ساجمِ

على خر خَلْقِ الله أزكَى تحيّةٍ ... تَخُبُّ بها أيدي المَطِيِّ الرّواسمِ

فتحمِلُ طِيبًا نحوَ طِيبةَ زاريًا ... على نَفَحاتِ المِسكِ طيَّ اللّطائمِ (١)

وتُهديه للقبرِ الكريم وقد سَرَتْ ... على الرَّوْض هبّاتِ الرياح النَواسمِ (٢)

وأنشَدني شيخُنا أبو الحَكَم مالكُ بن عبد الرحمن المالَقيُّ عَفَا اللهُ عنه بسَبْتَةَ حرَسَها الله لنفسِه، وكتَبَ لي بخطِّه في هذا المعنى ووَطّأَ له بمدحِهِ - صلى الله عليه وسلم -[الطويل]:


(١) في فتح المتعال: "الأطائم"، وهو تحريف.
(٢) أورد هذه القصيدة -فيما خلا البيت الثالث منها- المقري في فتح المتعال ٢٨٩ - ٢٩٠ نقلًا عن ابن عبد الملك بواسطة رحلة ابن رشيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>