للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى لثْمَهُ مثلَ التيمُّم مُجزِيًا ... فألثُمُهُ حتى أقولَ سينغَطُّ

وماهيَ إلّا لوعةٌ وصَبابةٌ ... بقلبي لها قِسطٌ (١) وفي مَدْمَعي سِمْطُ

قَذَفتُ الكَرى في الدّمع والصّبرَ في الأسَى ... وهيهاتَ أن يُطفًا ومُوقِدُهُ الشَّحطُ (٢)

سيُطفَأُ يومَ الحشْرِ عند لقائهِ ... على الحَوْض بالكاس الرَّويّةِ إذْ أُعْطُوا (٣)

تبسَّطَ عبدٌ مُذنبٌ غيرَ أنهُ ... بحُبِّ رسُولِ الله صَحَّ له البَسْطُ

عليه سلامُ الله ما عنَّ عارضٌ ... ولاحَ له بَرْقٌ وسَحَّ له نَقْطُ (٤)

قال المصنّفُ عَفَا اللهُ عنه: وفي هذه القصيدة أيضًا، على حُسنِها، تعقُّبٌ من وجوه، منها: استعمالُ أمْ مكان أو في قولِه: أم وَخْطُ، وفي حملِها على الانقطاع بعدَه لا يَحْسنُ فيه المعنى إلا على تكلُّف، ومنها: تكريرُ المعنى في قولِه: بقلبي لها سَقْطُ، وفي مَدْمَعي سِمْطُ، فبه افتَتحَ القصيدةَ، وذلك ضِيقُ عَطَنٍ، ومنها: استعمالُ البَسْطُ في قافية البيت الذي قبلَ الأخير منها مكانَ التبسُّط، ومنها، وهو أقبحُها: التضمينُ المَنْعيُّ عليه في القصيدة التي قبلَ هذه، وذلك بينَ البيتَيْن: رأيتُ مثالًا، والذي بعدَه يليه، وفي البيت الثاني منهما معنًى بديعٌ قلَبَه من معنى آخَر ونقَلَ مُعظمَ ألفاظِه، وذلك في قول أبي العلاءِ أحمدَ بن عبد الله بن سُليمان بن محمد بن سُليمان بن أحمدَ بن محمد بن سُليمان بن أحمدَ بن سليمان (٥) بن داودَ بن المُطهَّر بن زيادِ بن رَبيعةَ بن الحارِث بن رَبيعةَ بن أرقمَ بن أنورَ بن


(١) في فتح المتعال: "سقط".
(٢) في فتح المتعال:
قذفت الكرى في الدمع والصبر في الأسى ... فأغرق ذا نقط وأحرق ذا نقط
فلا تغفلي ياعين أو يطفأ الأسى ... وهيهات أن يطفأ وموقده الشحط
(٣) في فتح المتعال: "يعط".
(٤) أورد هذه القصيدة بتمامها المقري في فتح المتعال ٢١٧ - ٢١٨ نقلًا عن المؤلف هنا بواسطة رحلة ابن رُشيد.
(٥) من "سليمان" السابقة إلى هنا سقط من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>