للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أبي الحَسَن بن حَرِيق. رَوى عنه أبو عبد الله بن عليّ بن إدريسَ الغرليطشي، وهو في عِداد أصحابِه، وأبو القاسم عبدُ الكريم بن عِمران، وهُو في رُتبة أشياخِه.

وكان أديباً بارِعًا شاعرًا مجُيداً كاتباً بليغاً بديعَ الخطّ. ورَدَ مَرّاكُشَ وامتدَحَ بها لِمّةً من وُزَراءِ دولةِ آل (١) عبد المؤمن، وجَرَت بينَه وبينَ جماعةٍ من الأُدباء بها مخُاطَبات ومُراجَعات شهِدَتْ بإجادتِه واقتدارِه وبَراعةِ إنشائه، كتَبَ إليه الكاتبُ الشاعر أبو عبد الله بنُ عليّ الفاسيُّ المعروفُ بابن عابِد -الآتي ذكْرُه بموضعِه إن شاء اللهُ من هذا الكتاب (٢) - وهما بمَرّاكُشَ وضَمَّن بيتَ الشّريفِ الرّضيِّ عامَ ثلاثةٍ وعشرينَ وست مئة، ونقَلتُها من خطِّ أبي عبد الله بن عابد [البسيط]:

شِعرُ ابنِ طَلْحةَ في تنميقِه الحَسَنِ ... يُنْسي بدائعَ بشّارٍ أوالحَسَنِ

لآلئٌ هي معنى السِّحر أحرَزَها ... بالغَوْص في أبحُر الأفكارِ والفِطَنِ

لو أنّها سَلَفَتْ من قبلُ أودَعَها ... ضَنًّا بها تاجَه سيفُ بن ذي يَزَنِ

أو كان أبصَرَها المأمونُ قَلَّدَ من ... تُؤامِها (٣) الغُرِّ بُورانَ ابنةَ الحَسَنِ

والطِّرسُ يُودِعُه من خطِّه بِدَعاً ... تُبدي لمُبصِرِها ماشاء من فِتَنِ

لوبانَ للزُّهرِ أوللزَّهرِ منظرُها ... لم يَطلُعا بعدُ في أُفْقٍ ولا غُصُنِ

سقَى جزيرةَ شُقرٍ صَوْبُ خاطرِهِ ... فلستُ أرضَى لها صوبَ الحَيَا الهَتِنِ

أرضٌ بِوُدِّيَ أن أحظَى بها عِوَضاً ... عن الحَظِيَّيْنِ من أهلِ ومن وطنِ

إذا استجارَ أخو حُزْنٍ بساحتِها ... أضحى مدى الدهرِ في أمنٍ منَ الحَزَنِ

محَلُّ كلِّ رئيسٍ ليس همّتُهُ ... إلا ابتياعَ العُلى بأنفَسِ الثَّمَنِ


(١) سقطت من ق.
(٢) في السفر الثامن (الترجمة ١٢٦) واسمه محمد بن علي.
(٣) في ق: "ترابها".

<<  <  ج: ص:  >  >>