للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعلام من أهل مالَقةَ الكرام " جمْعَ [....] (١)، وسَمَّى من شيوخِه بعضَ من تقَدَّم ذكْرُه في نُسخةِ الإجازة المذكورة، وزاد عليهم (٢) أبا عبد الله ابنَ الفَرّاء، وأبا عليّ الصَّدَفيَّ وأبا محمد ابنَ السِّيْد وأبا الوليد محمدَ بن أحمد بن رُشْد، وقال عَقِبَ ذلك: قال الشّيخُ أبو علي، يعني الرُّنْديَّ: وهذا الشّيخُ أبو العبّاس ابنُ البَلَنْسِي متَّهمٌ في روايته، ذاكَرْتُ الشّيخَ الفاضلَ الثِّقة أبا محمد بن عُبَيد الله بأمرِ هذا الشّيخ، وذكَرْتُ له أنه يَدَّعي الروايةَ عن الصَّدَفي وابنِ الفَرّاء، فقال: هذه رِيبةٌ، ولم يُصَدِّقْه، قال أبو بكر ابنُ عَسْكَر رحمه الله: وهذا الذي وقَعَتْ به التُّهمةُ به في حقِّ هذا الشّيخ لا تُهمةَ عندي فيه؛ لأنه إذا ادَّعى ما يُمكنُ أن يُدرِكَه بسِنِّه فحَمْلُه على الصِّدق أوْلَى، وقد نَصَّ الإمامُ أبو الحُسَين مُسلمُ بن الحَجّاج في مقدِّمةِ كتابِه على أنّ الشّيخَ إذا قال: عن فلانٍ، وعُلِم أنه قد أدرَكَه بزمانِه وإن لم يُعلَمْ بينَهما اجتماعٌ فهو محمولٌ على الإسناد، ولا تُرَدُّ الرّوايةُ بمثل هذا، وهذا الشّيخُ كان من أهل القرآنِ والاشتغال بالرِّواية، فالتُّهمة في حقِّه بغيرِ دليل واضح بعيدةٌ إن شاء الله. ولم يقَعْ إليّ مَوْلدُه، ولكنّي وقَفْتُ على قراءتِه بعضَ الكتُب، فمن ذلك: قراءتُه كتاب "المُلخَّص" على أبي الحَسَن بن مَوْهَب وقد كتَبَ له: قرَأَ عليَّ جميعَ كتاب "المُلخَّص" الفقيهُ المُقرئُ أبو العبّاس أحمدُ بن محمد، إلى آخِرِ ما كتَبَ له، وتاريخُه في شعبانِ إحدى وثلاثينَ وخمس مئة، وقراءتُه أيضًا كتابَ "الشِّهاب" على أبي عبد الله بن وَضّاح بجامع المَرِيّة، وقد كتَبَ له أيضًا: قرَأَ عليّ الفقيهُ النّبيلُ الأستاذُ أبو العبّاس، وتاريخُه أيضًا في جُمادى الأُولى من السنّة المذكورة، وكذلك وجَدتُ قراءتَه في غير هذَيْن الكتابَيْن في التاريخ المذكور، ووقَفْتُ أيضًا على نُسخة من "تفسر غريبِ الموطَّإ" للأخفَش بخطِّ أبي العبّاس المذكور وتاريخُ تمامِها في سنة ثمانٍ وعشرينَ في عَقِبِ ربيع الآخِر منها، وقراءتُه فيها قد أثبتُّها بخطِّه لنفسِه في النُّسخة المذكورة، وكانت وفاةُ أبي عليٍّ


(١) فراغ في الأصل، وصاحب "الإعلام" هو أبو العباس أصبغ بن علي بن هشام المالقي، مترجم في التكملة (٥٥٢).
(٢) سقطت من ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>