للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مُلكه مكتبةُ صاحبه أو معظمُها، وقد يكون ذلك تَمّ بالشراء الصحيح، وقد عرَفْنا أنّ ابنَ عبد الملك زارَ حاحةَ، وقد تكون لزيارته علاقةٌ بهذا الموضوع، وعلى كلِّ حال فقد انتفَعَ ابنُ عبد الملك بمخلَّفات صاحبه الأدبية، ولا سيّما في الترجمة الحافلة لابن عَمِيرة المخزوميِّ التي تُعَدُّ من أوسع تراجم "الذّيل والتكملة"، وكذلك، على ما نظُنّ، الفوائد الأدبية الواردة في ترجمة ابن الأَبّار بما فيها القصيدة السِّينية ومعارضاتها.

ومن أصحاب ابن عبد الملك في مَرّاكُش: أبو محمد عبدُ الله بن أبي الحَسَنُ محمد ابن الحاجّ القُرطُبيّ، "استُقضيَ (أى: والدُ صاحبه) بغَرناطةَ والجزيرة الخضراء فشُكرت سِيرتُه وشُهر بالنّزاهة والعدالة، واستدعاهُ الرّشيد من بني عبد المؤمن إلى تعليم ولده وتأديبه لمتَاتٍ كان إليه، فقَدِم مَرّاكُش وتلبَّس بما دُعي إليه مدّة يسيرة، وتوفِّي بمَرّاكُش عام أحد وأربعينَ وست مئة" (١). أما عبدُ الله ولدُ مؤدِّب أولادِ الخليفة هذا فيبدو أنه صَحِب ابن عبد الملك في حلقات الدّروس بمَرّاكُش، وقد ذكره في أثناء ترجمة والده وترحَّم عليه فقال: "وهو والدُ صاحبنا الفقيه الفاضل الورع أبي محمد عبد الله، رحمه الله" (٢)، ولم نقفْ على ترجمة هذا الصاحِبِ الورع فيما بين أيدينا من مصادر.

ومن معارفه من أولاد الشُّيوخ الأندَلسيِّينَ الوافدينَ على مَرّاكُش: أبو الحَكَم أَحْمد بن محمد بن أَحْمد بن خليل السَّكُونيّ، قال في ترجمة والده: "وورَدَ مَرّاكُش ورأيتُه بها وأقام فيها مدّة ليست بالطويلة متلبِّسًا بعَقْد الشروط، ثم عاد إلى الأندَلُس فاستوطنَ لَبْلةَ بلدَ سَلَفِه إلى أن عَرَضَ له توجُّه إلى إشبيلِيَةَ زائرًا بعضَ ذوي قرابةٍ بها ففُقد في وجهته تلك فلم يُعثَرْ له على خبر. كذلك أخبرني ابنه أبو الحكم أحمد، وقال ابن الزُّبير: إنه فُقد في طريق لَبْلة عند خروج


(١) الذيل والتكملة ٦/الترجمة ٧٨٥.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>