للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان والده صديقًا أَيضًا لأبي عبد الله محمد بن أحمدَ القَيْسيّ الرُّنْديّ الملقّب بالمُسَلْهَم الذي سَكن مَرّاكُش وتوفِّي بها سنة ٦٥٣ هـ, قال في ترجمته: "وكان صديقًا لأبي رحمه الله" (١).

ونجدُ أحدَ تلاميذ ابن عبد الملك يَذكُر والدَ شيخِه فيُحلّيه بالنُّعوت الآتية: "الشّيخُ الأجَلّ الفقيهُ الصّالح المقدَّس المرحوم أبو عبد الله بن عبد الملك الأَنْصاريّ" (٢)، ووَصَفَه تلميذه القاسم التُّجِيبيُّ بأنه "الفقيهُ المقرئ".

ولعلّ فيما سُقناه من هذه الشَّذرات ما يؤكِّد أن والدَ ابن عبد الملك كان من أهل العلم والفضل والخَيْر والصلاح، ويبدو أنَّه كان من المقرئينَ الذين كانت لهم مكانةٌ في مَرّاكُش، وقد تكون ثمةَ إشاراتٌ أخرى إليه في الأسفار المفقودة.

أمّا نسَبُ ابن عبد الملك من جهة أُمِّه فلدينا إشارتان شحيحتان، وردت إحداهما في ترجمة أبي بكر الجلمانيِّ الأشبيليِّ المتوفَّى بمَرّاكُش في حدود ٦٦٠ هـ, وهو شيخٌ متجوِّلٌ محاضِر كان يجالسُ الأمراء، قال ابن عبد الملك: "جالستُه طويلًا، وكانت بينَه وبين أخوالي صُحبةٌ متأكِّدة" (٣) فمن هم أخوالُه هؤلاء الذين لم يُسمّهم هنا؟ من"حُسن الحظّ أننا نجدُ في السفر الثامن ترجمةً لأحدهم جاء فيها: "عُمرُ بن محمد بن أَحْمد القَيْسي، مَرّاكُشيٌّ فاسيُّ الأصل، أبو علي، ابنُ الفاسيّ، خالي" (٤)، وفوق هذه الكلمة علامة "صح"، وهي علامةُ الضبط والصحة والتوثيق.

وعلى هذا تكون والدته بنتَ محمد بن أَحْمد القيسي المعروفِ بالفاسي أو ابن الفاسي، ويبدو أنّ هذه الأسرةَ الفاسيّةَ انتقلت إلى مَرّاكُش بعد قيام دولة عبد المؤمن وبنيه مُدِلّة بنسبِها القيسيِّ، الذي كان يعتزي إليه ويعتزُّ به عبدُ المؤمن وبنوه.


(١) انظر السفر السادس الترجمة (١٣٣).
(٢) فهرس مخطوطات خزانة القروين ١/ ١٨٠.
(٣) الذيل والتكملة ٦/ الترجمة ٣٢٧.
(٤) ترجمة رقم (٣١) من السفر الثامن.

<<  <  ج: ص:  >  >>