للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا نعرف شيئًا عن جدِّ ابن عبد الملك لأُمّه المذكور، ولا عن أخواله الذين أشار إلى صحبتهم لأحد مجُالسي الأمراء في مَرّاكُش، وثمةَ فقرةٌ مهمّة وردت في ترجمة خاله المسمّى آنفًا، وهي قوله: "كتَبَ عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن، وكانا ابنَيْ خالتين، واستولى عليه، فكان مقبولَ القول عنده مشفَّعًا فيما يُناطُ به من المآرب، دخَلَ الأندَلُس صُحبتَه، وكان قدومُهما على إشبيلِيَةَ يومَ الاثنين لستّ بقينَ من ربيع الآخِر عام تسعةَ عشَرَ وست مئة حين وليها أبو محمد" (١).

وهذه الفقرة تقودُنا إلى نتائجَ طريفة وتُطلعنا على أشياءَ جديدة حول ابن عبد الملك، يتّضح ذلك بالرجوع إلى أخبار الأمير أبي محمد عبد العزيز ابن الخليفة يوسُف ابن الخليفة عبد المؤمن، ومن حُسن الحَظّ أنّ لدينا ترجمتينِ مفصَّلتَيْن في أخباره وأحواله، وهذا نادر في أبناءِ الخلفاء الموحِّدينَ وغيرهم. فالأُولى نجدُها في "المعجب" للمَرَّاكُشيِّ الذي عرف الأمير وصَحِبَه، والثانية في "أعلام مالَقة". ويُهمُّنا الآنَ أن نقتطفَ من الأولى ما يلي: "وأبو محمد عبد العزيز هذا من أصاغر أولاد أبي يعقوب، أُمُّه حُرة اسمُها مريم، صُنْهاجيّة من أهل قلعة بني حمَّاد، تزوّجها أمير المُؤْمنين أبو يعقوبَ في حياة أَبيه، وكانت سُبِيت هي وأُمُّها ملكةُ فيمن سُبُوا من أهل القلعة، فأعتقها أبو محمد عبد المؤمن، وزوّج مريمَ هذه لابنِه أبي يعقوبَ فولدت له ثمانيةً من الولد، أربعة ذكور، وأربع بنات، فالذكور هم: إبراهيم وموسى وإدريسُ وعبد العزيز، هذا المذكور، وهو أصغرهم" (٢).

وإذا كان ابنُ الفاسي والأمير أبو محمد عبد العزيز ابنَيْ خالتَيْن كما سَبَق، فإنّ أُمَّه -أى: أُمَّ ابن الفاسيّ- تكون أختَ السيدة مريم أُمِّ الأمير المذكور.


(١) الترجمة (٣١) من السفر الثامن.
(٢) المعجب ٣٣٠ (ط. القاهرة ١٩٤٩ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>