للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا تكون جَدّةُ ابن عبد الملك لأُمِّه أختًا للحرة مريم زوج الخليفة يوسف بن عبد المؤمن، ويكون جدُّه لأُمِّه محمد بن أَحْمد القيسي سِلْفًا للخليفة المذكور.

ومن الطبيعيِّ، بناءً على ما ذُكر أن يكتسبَ أخوالُ ابن عبد الملك، ووالده تبعًا لذلك الحُظوة المناسبة لهم، ولا سيما لدى الخليفة يوسف ولدى أولاده من الحُرّة مريمَ القَلْعيّة (١).

وأول ما يبدو من ذلك أنّ خالَ ابن عبد الملك أَبا علي ابنَ الفاسيّ غدا كاتبًا لابن خالته الأمير أبي محمد عبد العزيز، وقد جمعتهما زيادةً على القرابة، مشاربُ مشتركة في النزوع إلى الخير والصلاح والميل إلى النسك والزهد، والجَرْي على طريقة التصوف (٢).

وبالنظر إلى شيوخ خال ابن عبد الملِك نجدُ أنَّه، أى: خالَه، يشتركُ مع والد مترجَمِنا في بعضهم مثل: أبي الحَسَن الأخفش السالِف الذِّكر، الذي كان قَيْسيًّا وخَطيبًا بسِجن مَرّاكش (٣).

وقد توسَّع ابن عبد الملك في ترجمة خاله وانفرد بإيرادها من بين مؤلفي الصِّلات، فعدّد شيوخَه ونوّه بمعارفه وآدابه وأخلاقه، وأتى بشهادات أعلام معاصرينَ له في إطرائه وتقريظه، والشهادة بتبريزه في النُّبل والاشتمال على خلال الفضل، ونلاحظ أنهم من ذوي الحيثيّات والخُطط في دولة الموحِّدين، وكانوا أَيضًا من شيوخ ابن عبد الملك، كما كانوا من أصحاب خالِه هذا ووالده كذلك، وهؤلاء هم: أبو محمد حسنٌ ابن القَطّان، وأبو عبد الله محمدٌ ابنُ الطّراوة، وأبو موسى هارونُ بن هارونَ الإشبيليّ.


(١) المعجب ٣٣٠.
(٢) راجع ترجمة عمر ابن الفاسي في السفر الثامن (رقم ٣١).
(٣) الذيل والتكملة ٥/ الترجمة ٧١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>