للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرابة بالمتصوّف المالَقيّ إبراهيم بن يوسُف بن محمد بن دَهّاق الأَوْسيّ المتوفَّى سنة ٦١١ هـ (١) خلا صلةَ النسَب: الأوْسيّ الأَنْصاريّ. وفيه أَيضًا إشكالٌ فيما يتعلّق بمشيخة ابن البنّاء، فالمتبادِرُ إلى الذّهن عند قراءة كلام مؤلِّف "الجذوة" أنّ المعنيَّ به ولد ابن عبد الملك وأخوه لا والدُهما، وهذا يتعارض معَ كلام ابن حجر السالف، وقد يتعارض معَ التاريخ؛ إذ إن ابنَ البنّاء المتوفَّى سنة ٧٢١ هـ قد يكون أسنَّ من محمد ولد ابن عبد الملك المتوفّى سنة ٧٤٣ هـ، إلا أنْ يكونَ ابن البنّاء لم يَشرَعْ في الدراسة إلا بعد البلوغ، أو يكونَ كلُّ واحد منهما قرأ على الآخَر ما يُحسِنه.

وقد فهم المرحومُ الأستاذ العابد الفاسيُّ وغيرُه أنّ المقصودَ في كلام ابن القاضي هو ابن عبد الملك الوالد؛ وبناءً على ذلك عَدّ ابنَ البنّاء من تلاميذه (٢)، ولكنّ النصَّ المذكورَ يصرح بولد ابن عبد الملك ويشير إلى أخيه، ولا نَعرِف من أحوال ابن عبد الملك وأخباره وآثاره التي بين أيدينا أنه كان له أخٌ؛ ولذلك ذهبنا فيما سبَق -أخذًا ممّا بين السطور- إلى أنه ربّما كان وحيدَ أَبيه، ثم إنه لو كان له أخٌ موصوفٌ بالعلم لكان ذكَرَه أو ذُكِرَ عندَ غيره، وهذا ما لم نقفْ عليه.

ويبقى بعدَ هذا تأويلانِ نفترضُهما لحلِّ الإشكال المذكور:

أحدُهما: أن يكونَ ابنُ البنّاء -وكان أبوه محترفا بالبناء- لم يشرَعْ في طلب العلم إلا على كبر، وحينئذ يمكن أن يأخُذ عمّن هو أصغر منه سنًّا, ولكن قد يُضعِف هذا التأويلَ أنّ ابنَ البنّاء أخَذ عن بعض شيوخ ابن عبد الملك الأبِ نفسِه، كأبي عبد الله محمد المدعوِّ الشّريف، وأبي الحَجّاج يوسُف بن حكم.


(١) ذهب إلى ذلك المرحوم العابد الفاسي (دعوة الحق)، وعبارة ابن الدهاق كتبت في شرح التلخيص لابن هيدور هكذا: ابن الدهان.
(٢) دعوة الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>