للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا التأويل الثاني فهو أن يكونَ كلّ واحد منهما أخَذ عن الآخَر ما يُحسِنه، فقرأ ابنُ عبد الملك الابنُ على ابن البنّاء "تصانيفَه في العدد والنجوم" كما في "الدُّرر الكامنة" وقرأ ابنُ البنّاء على ولد ابن عبد الملك ما ذُكِر في النصّ السابق.

ومهما يكنْ من أمر فالذي يبدو من تراجم ولد ابن عبد الملك أنه تأثَّر بوالده في تكوينه الأدبيِّ على الخصُوص وأشبَهَه في بُعد الهمّة والأنفة والوقار، وسنعرِض للحديثِ عن مآلِه فيما بعدُ.

ومن تلاميذ ابن عبد الملك المبرِّزين: أبو جعفر أحمدُ بن صَفْوان المالَقيُّ المتوفَّى سنة ٧٦٣ هـ, له ترجمة حافلة في "الإحاطة"، قال ابن الخطيب تحت عنوان: "مشيختُه": "ورحَلَ إلى العُدوة، فلقي جملة، كالقاضي المؤرِّخ أبي عبد الله بن عبد الملك ... وقرأ عليهم بمَرّاكُش" (١).

وممّن روى عن ابن عبد الملك: أبو القاسم عبدُ الرّحمن العَزَفيُّ مؤلِّف كتاب "الإشادة"، قال ابن القاضي في ترجمته: "رَوى عن أبي جعفر بن الزُّبير، والقاضي ابن عبد الملك ... " (٢)، وقد ولد سنة ٦٨٥ هـ وتوفّي سنة ٧١٧ هـ، ولا نَعرِف متى لقي ابنَ عبد الملك ولا أين لقيه، وقد عرَفْنا ممّا سبق صلة مؤرِّخنا بالعَزَفيِّينَ بسَبْتة وتعاطفَه معهم.

وممّن رَوى عنه أَيضًا الرحّالةُ الرّاوية القاسم بن يوسُف التُّجيبيّ صاحبُ "البرنامَج" ومؤلّف "مستفادِ الرّحلةِ والاغتراب" المتوفّى سنة ٧٣٠ هـ، فقد رَوى عن ابن عبد الملك كتابَه "الذّيل والتكملة" ووصَلَ إلينا من النسخة التي رواها عن مؤلّفه السّفْران: الخامسُ والسادس، ونقرأ على الورقة الأولى من السِّفر السادس المحفوظ في المكتبة الوطنية بباريسَ ما نصُّه: "رواية القاسم بن يوسُف بن محمد بن علي بن القاسم التُّجيبيّ عنه"، أى: عن ابن عبد الملك.


(١) الإحاطة ١/ ٢٢٢.
(٢) جذوة الاقتباس ٣٩٧ وانظر نقله في الإشادة عن ابن عبد الملك في أزهار الرياض ٢/ ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>