للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان اَثرَها لأهل الفَضْل في ... تسميعِها للنَّقْل والمأثورِ

ما كان أنْزَهَها عن الدّنيا وعن ... طُلّابِها تَرميهمُ بالمُورِ

أين السَّماحةُ والشّجاعةُ والتُّقَى ... ها إنّها قُبِرَتْ معَ المقبورِ

يا فائتي بزمانِهِ ومكانِهِ ... ولئنْ ظفِرتُ برؤْيةٍ وحضورِ

أشكو إليكَ تعطُّشي وتوحُّشي ... لمّا حَلَلْتُ برَبْعِك المهجورِ

ماذا أصابَ الفَضْلَ بعدَك من شَجًى ... حتى لَيَرنُو من عيونٍ عُورِ

أخلَيْتَ صدرَ الدَّستِ فاختَلّتْ بهِ ... إذْ ناب قومٌ ما همُ بصُدورِ

فالآنَ يُعرَفُ قَدْرُ فضلِك إنّما ... يُدرَى ضياءُ الشمسِ بالدَّيْجورِ

فأحَلَّك الرَحمنُ دارَ نعيمِهِ ... وحُبورهِ معْ جَدِّك المَحْبورِ

وكساك في الفِردَوْسِ حَلْيًا فاخِرًا ... من لؤلؤ وزَبَرْجَدٍ وشُذورِ (١)

وسيأتي بعضُ ذلك في رَسْم أبي محمد بن يحيى عَبْدون (٢) وغيرِه إن شاء الله.

وُلد قُبَيْلَ الزّوال في ساعة الرَّواح إلى الجُمعة لخمسٍ خَلَوْنَ من شوّالِ اثنتينِ وأربعينَ وخمس مئة، ومنَ الاتّفاق الغريب أنّ كَنِيَّهُ أبا عُمر بنَ عبد البَرّ المذكورَ آنفًا وُلد يومَ الجمُعة والإمامُ يَخطُبُ لخمسٍ بَقِينَ من رَبيع الآخِر سنةَ ثمانٍ وستينَ وثلاث مئة، فبينَهما مُوافقةٌ ما.

واستُشهِدَ أبو عُمر بن عاتٍ رحمه الله في وَقيعةِ العُقَاب من ناحية جَيّانَ على المسلمينَ يومَ الاثنين منتصَفَ صَفَرِ تسع وست مئة، فُقِد فيها فلم يوجَدْ حيًّا ولا ميِّتًا، وكانت هذه الحادثةُ الشَّنعاءُ معَ الناصِر أبي عبد الله محمد ابن المنصُور أبي يوسُفَ يعقوبَ من بني عبد المؤمن، وهي التي كانت السببَ الأقوى


(١) بعد القصيدة بياض في م.
(٢) الموضع الذي يحيل عليه المؤلف مفقود، وترجمته في التكملة (. . . .).

<<  <  ج: ص:  >  >>