للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُجِيل فكْرَه في استدعاءِ ما ليس له بُمجِيب، ومن مُقصِّر لو أبصَرَ لأَقصَر، ولو أنصَفَ لمَا تكَلَّف، وقد أثبتُّ هنا من ذلك بعضَ ما وقَعَ إليَّ منه، وإن كان من حقِّه الإضرابُ عنه، واستَودعتُه هذا الموضعَ تَقِيَّةً عليه من الضَّياع، ورجاءَ إفادةِ مستشرِفٍ للاستفادةِ به والانتفاع، فمِن ذلك ما أنشَدَناهُ مِن نَظْم أبي الحَسَن سَلَام ولا خفاءَ بما في قطعتهِ من التكَلُّف ولا سيّما البيتُ الأوسطُ منها، وقدِ اختَلَّ شَرْطُ اشتباه الطَّرفَيْنِ في البيتِ الأوّل باشتمالِ مفتتَحِه على واوِ العطف وخُلوِّ خاتمتِه منها، ويلحَقُ بعضَ اللُّحوقِ لفظًا البيتُ الأخيرُ بيتَي الحَرِيريّ.

وتَلاهُ أبو زَيْد التُّميليُّ مقدِّمًا بينَ يدَيْ مقصودِه قولَه: يا عجَبًا للحريريِّ حيثُ يقول: قد أمِنَا أن يُعزَّزا بثالث، فقد جاء من عزَّزَهما بثالثٍ ورابع وخامس إلى اثنَيْ عشَرَ! والزّيادةُ على البيتَيْن:

والمهرَ مَهْرَ العِين لا تُغْلِهِ ... فإنه مهما غلا مَهْرَمَهْ

مَنْ دَمَهُ صانَ بحِرْزِ التُّقى ... لم يخشَ مِن لوْمٍ ولا مَنْدَمهْ

مَنْ عَمَهُ القلبِ له شِيمةٌ ... لم يَدْرِ ما بُؤسٌّ ولا مَنْعَمَهْ

أُبْ لُمَةً إلى الرِّضَى واقتسمْ ... مالي معي إنْ شئتَ كالأُبلُمَهْ

ما الأَمَةُ المخسوسُ مِقدارُها ... تَرضَى بما في الهجرِ منْ مَلْأَمَهْ

ما الكمةُ المجتَثُّ أعراقُها ... إلا كأصلِ المرتضي مَلْكَمهْ

ما الحمةُ السوداءُ إلّا الوَرَى ... فكم تَرى بينَهمُ مَلْحَمهْ

فالهَيْنَ مهلًا لا تَلُمْ هيّنًا ... في خُلْقِهِ واحذَرْ من الهَيْنَمهْ

والهَذْرَ مَهْ دَعْهُ وكنْ ناطقًا ... بالقصدِ إنّ العارَ في الهَذْرَمهْ

كمْ كَمَه وكم عَمًى جَرَّهُ ... هوى ذواتِ الخُمْرِ والكَمْكمَهْ

وحسْبُك بما في هذا التذييل، من الدَّعوى غير المُستندِة إلى دليل، والاغترارِ المُودي إلى الفضيحة، والتشبُّع بما يَحمِلُ على إجهاد المخاطر وكدِّ القريحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>