للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعامِلُ رُمحٍ دُقَّ في صَدْرِ عاملٍ ... وقائمُ سيفٍ قُدَّ في رأسِ قائمِ

ويا رُبَّ صوّامِ الهواجرِ واصلٍ ... هنالك مصرومَ الحياةِ بصارمِ

ومُنقِذِ عانٍ في الأداهم راسفٍ ... يَنُوءُ برجْلَيْ راسفٍ في الأداهمِ

أضاعَهمُ يومَ الخميس حِفَاظُهُمْ ... وكَرّهُمُ في المأزِقِ المتَلاحمِ

سقَى اللهُ أشلاءً بسَفْحِ أَنِيشةٍ ... سَوافحَ تُزجيها ثقالُ الغمائمِ

وصلَّى عليها أنفُسًا طابَ ذكْرُها ... فطيَّبَ أنفاسَ الرِّياح النواسمِ

لقد صَبَروا فيها كِرامًا وصابَروا ... فلا غَرْوَ أنْ فازوا بصَفْوِ المكارمِ

وما بَذَلوا إلا نُفوسًا نَفيسةً ... تحِنُّ إلى الأخرى حنينَ الروائمِ

ولا فارَقوا والموتُ يُتْلِعُ جِيدَهُ ... بحيثُ التقَى الجمعانِ صِدْقَ العزائمِ

بعَيْشِك طارِحْني الحديثَ عن التي ... أُراجعُ فيها بالدّموعِ السَّواجمِ

وما هيَ إلا غادياتُ فَجائعٍ ... تُعبِّرُ عنها رائحاتُ مَآثمِ

جلائلُ دَقَّ الصّبرُ فيها فلم نُطِقْ ... سوى غضِّ أجفانٍ وعضِّ أَباهمِ

أَبيتُ لها تحتَ الظلام كأنّني ... رَمِيُّ نِصَالٍ أو لَديغُ أراقمِ

أُغازلُ من بَرْحِ الأسى غيرَ بارحٍ ... وأصحَبُ من سام البُكا غيرَ سائمِ

وأعقِدُ بالنَّجم المُشرِّق ناظري ... فيَغرُبُ عنّي ساهرًا غيرَ نائمِ

وأشكو إلى الأيامِ سُوءَ صنيعِها ... ولكنّها شكوى إلى غيرِ راحمِ

وهَيْهاتِ هَيْهاتِ العزاءُ ودونَهُ ... قواصمُ شتَّى أُردِفَتْ بقواصمِ

ولو بَرَّدَ السّلوانُ حَرَّ جَوانحي ... لآثَرْتُ عن طَوْع سُلُوَّ البهائمِ

ومَنْ لي بسُلوانٍ يحُلُّ مُنفِّرًا ... بِجاثٍ من الأَرزاءِ حوليَ جاثمِ

وبينَ الثّنايا والمخارمِ رمّةٌ ... سَرَى في الثّنايا طِيبُها والمخارمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>