بكَتْها المعالي والمعالمُ جَهْدَها ... فلَهْفَ المعالي بعدَها والمعالمِ
سعيدُ صَعيدٍ لم تَرُمْهُ قَرارةٌ ... وأَعْظِمْ بها وَسْطَ العظامِ الرَّمائمِ
[٢٤ ب] كأنّ دَمًا أذكَى أديمَ تُرابِها ... وقد مازَجتْه الرِّيحُ مسْكَ اللَّطائمِ
يشُقُّ على الإِسلامِ إسلامُ مِثلِها ... إلى خامعاتٍ بالفَلا وقَشاعمِ
كأنْ لم تَبِتْ يَغْشَى السُّراةُ قِبابَها ... وَيرعَى حِماها الصِّيدُ رَعْيَ السوائمِ
سَفَحْتُ عليها الدّمعَ أحمرَ وارِسًا ... كما تَنثُرُ الياقوتَ أيدي النواظمِ
وسامَرْتُ فيها الباكياتِ نَوادبًا ... يُؤرِّقْنَ تحتَ اللّيل وُرْقَ الحمائمِ
وقاسَمت في حَمْلِ الرّزِيّةِ أهلَها ... وليس قَسيمُ البِرِّ غيرَ المقاسمِ
فوا أَسَفي للدِّين أعضلَ داؤُهُ ... وأيْأسَ من حاسٍ لمَسْراهُ حاسمِ
ويا أسَفي للعلم أقوَتْ رُبوعُهُ ... وأصبح مهدودَ الذُّرى والدعائمِ
قضَى حاملُ الآدابِ من آلِ يَعرُبٍ ... وحامي هُدى المختارِ من آلِ هاشمِ
خَبَا الكَوْكبُ الوَقّادُ إذ متعَ الضحى ... لنَخبِطَ في ليلٍ من الجَهْل فاحمِ
وخانتْ مساعي السّامِعينَ حديثَهُ ... كما شاء يومَ الحادثِ المُتفاقمِ
فأيُّ بهاءٍ غارَ ليس بطالعٍ ... وأيُّ سناءٍ غاب ليس بقادمِ
سَلامٌ على الدّنيا إذا لم يَلُحْ بها ... مُحيَّا سُليمانَ بنِ موسى بن سالمِ
وهل في حياتي مُتْعةٌ بعدَ موتِهِ ... وقد أسلَمتْني للدَّواهي الدّواهمِ
فها أنا ذا في خَوْفِ دهرٍ مُحاربٍ ... وكنتُ به في أمنِ دهرٍ مسالمِ
أخو العِزّةِ القَعْساءِ كهلًا ويافعًا ... وأكفاؤهُ ما بينَ راضٍ وراغمِ
تفرَّدَ بالعَلْياء عِلمًا وسُؤدَدًا ... وحَسْبُكَ من عالٍ على الشُّهبِ عالمِ
مُعَرَّسُه فوقَ السما ومَقيلُهُ ... ومورِدُه قبْلَ النُّسورِ الحوائمِ