للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعيدٌ مَدَاهُ لا يُشَقُّ غُبارُهُ ... إذا فاهَ فاضَ السِّحرُ ضربةَ لازمِ

يُفَوَّضُ منه كلُّ ناب ومِنبَرٍ ... إلى ناجحٍ مسعاهُ في كلِّ ناجمِ

متى صدَمَ الخَطْبَ المُلمَّ بخُطبةٍ ... كفَى صادمًا منه بأكبرِ صادمِ

له منطِقٌ سَهْلُ النّواحي قريبُها ... فإنْ رُمتَهُ ألفَيْتَ صعبَ الشكائمِ

وسِحرُ بيانِ فاتَ كلَّ مُفوَّهٍ ... فباتَ عليه قارعًا سنَّ نادمِ

وما الرَّوضُ حَلَّاه بجوهرهِ النَّدى ... ولا البُرْدُ وشَّتْهُ أكفُّ الرَّواقمِ

بأبدعَ حُسنًا من صحائفِهِ التي ... تُسَيِّرُها أقلامُهُ في الأقالم

[٢٥ أ] يَمانٍ كَلاعيٌّ نَماهُ إلى العُلا ... تمامٌ حَواه قبلَ عَقْدِ التمائمِ

يَروقُ رُواقَ المُلك في كلِّ مشهدٍ ... ويَحسُنُ وسمًا في وجوهِ المواسمِ

ويكثرُ أعلامَ البسيطةِ وحدَه ... كمالَ معالٍ أو جمالَ مَقاومِ

لَعًا لزمانٍ عاثرٍ من جلالِهِ ... بَواقٍ من الجُلَّى أُصيبَ بِواقمِ

مُنادٍ إلى دارِ السلامٍ مُنادمٌ ... بها الحُورَ، واهًا للمُنادي المُنادمِ

أتاه رَداهُ مُقبِلًا غيرَ مُدْبرٍ ... ليَحظَى بإِقبالٍ من الله دائمِ

إِمامًا لدينٍ أو قِوَامًا لدولةٍ ... توَلَّى ولم تَلحَقْهُ لومةُ لائمِ

وإِنْ عابَه حُسَّادُه شَرَقًا بهِ ... فلن تَعْدَمَ الحسناءُ ذامًّا لذائمِ

فيا أيُّها المخدومُ عالي محلِّهِ ... فِدًى لك من ساداتِنا كلُّ خادمِ

ويا أيُّها المختومُ بالفَوْزِ سَعْيُهُ ... ألَا إِنّما الأعمالُ حُسْنُ الخواتمِ

هنيئًا لكَ الحُسنَى من الله إِنّها ... لكلِّ تقِيًّ خِيْمُهُ، غيرِ خائمِ

تبَوَّأْتَ جَنّاتِ النَّعيمِ ولم تزَلْ ... نَزيلَ الثُّريا قبلَها والنّعائمِ

ولم تَأْلُ عِيْشًا راضيًا أو شهادةً ... تَرى ما عداها في عِدادِ المآتمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>