قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيّبة، كانت في الجسد الطيّب، اخرجي حميدة، وأبشري بروْح وروْحان وربٍّ غير غضبان. قال: فلا يزال يقال ذلك، حتَّى تخرج، ثم يُعرج بها إِلى السماء، فيُستفتح لها فيُقال: مَنْ هذا؟ فيُقال: فلان، فيقولون: مرحباً بالنّفس الطّيِّبَة كانت في الجسد الطّيّب، ادْخُلي حميدة، وأبشري بروْح وريْحان وربٍّ غير غضبان، قال: فلا يزال يقال لها حتّى يُنتَهَى بها إِلى السماء التي فيها الله عزّ وجل!
وإِذا كان الرّجُلُ السّوء، قالوا: اخْرجي أيَّتُها النّفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث، اخرُجي ذميمةً، وأبشري بحميم وغَسَّاق، وآخر مِنْ شكله أزواج، فلا تزال تخرج ثم يُعرجُ بها إِلى السماء، فَيُسْتفتح لها فيُقال: مَنْ هذا؟ فيُقال: فلان، فيُقال: لاَ مَرحباً بالنَّفس الْخَبيثة، كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذَميمةً، فإِنه لا يُفْتح لك أبواب السماء، فَترْسَلُ من السماء، ثم تصير إِلى الْقَبْر فَيُجْلَس الرجل الصالح، فيقال له مثل ما قيل له في الحديث الأول، ويُجلَسُ الرّجلُ السَّوْء، فيُقال له مثل ما قيل في الحديث الأول". (١)
وهنا نبصر خروج النفس الطيّبة، والنفس الخبيثة .. والفارق في المصير الأخير:{وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}!
هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق .. وهذا هو المصير الذي يفترق فيه
(١) أحمد: ٢: ٣٦٤ - ٣٦٥، وابن ماجه (٤٢٦٢، ٤٢٦٨)، والنسائي: الكبرى (١١٤٤٢)، وابن خزيمة: التوحيد: ١: ٢٧٦ - ٢٧٧، والطبري: التفسير: ٨: ١٧٧، والآجري: الشريعة: ٣٩٢، وابن منده: الإيمان (١٠٦٨)، وانظر: أحمد: ٦: ١٣٩، والنسائي: ٤: ٨ - ٩، ومسلم بنحوه مختصراً (٢٨٧٢)، وابن منده: الإيمان (١٠٦٩)، والحاكم: ١: ٣٥٣، وابن حبان (٣٠١٣).