والله لن يصلوا إِليك بجمعهم ... حتى أوسّد في التراب دفينا
هذه صورة من مواقف أبي طالب في حياطته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمايته، ومناصرته، والغضب له، إذا ضمَّت إلى مواقفه العظيمة منذ كفالته له - صلى الله عليه وسلم - شاباً يافعاً، وغلاماً فارهاً، ورجلاً مسدّداً، عاملاً في الحياة، ثم نبيًّا ورسولاً، ائتلفت من ذلك كله صورة كاملة في إطار كفاح أبي طالب ونضاله دونه - صلى الله عليه وسلم - للذّود عنه وحمايته!
وقد توّج أبو طالب مواقفه بأشرف موقف، وأنبله وأشجعه، وأقواه، وأوجعه لقلوب الملأ الوثنيّ من طغاة المشركين!
ذلك هو موقفه في النهوض لكبح جماح المستكبرين التمرّدين من عتاة الكفر، وقد تقاسموا على قتل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - علانية .. وموقفه للقضاء على صحيفة الفجور التي تعاهدت فيها قريش على استئصال شأفة بني عبد مناف صبراً في حصار الشَّعب لوقوفهم جانب أبي طالب، ينصرونه في مناصرته لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بتجميعه رجالات قومه من بني هاشم الذين انضمّ إليهم بنو المطلب، ودخلوا معهم في هذا الحصار الظلوم -كما عرفنا- وبتدبيره حياطة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والحفاظ عليه، وحمايته من الاغتيال والفتك به، حتى قضى الله أمره بنقض الصحيفة الفاجرة، وتمزيقها شرّ ممزّق!
وخرج أبو طالب مع قومه ومن ناصرهم بخروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الشِّعب ظافراً منصوراً، مؤيّداً من الله تعالى بما أيّده به من معجزاته القاهرة، وآياته