للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصدر الوحيد الذي نتلقّى عنه مثل هذه المعرفة لم يمنحنا إلا هذا القدر بلا زيادة، وليس هنالك مصدر آخر نتلقّى عنه مثل هذه الأسرار!

ومن هذا النصّ القرآني، ومن نصوص سورة الجنّ، والأرجح أنها تعبير عن الحادث نفسه، ومن النصوص الأخرى المتناثرة في القرآن عن الجنّ، ومن الآثار النبوية الصحيحة -التي قدّمنا بعضها عن الجنّ- نستطيع أن ندرك بعض الحقائق عن الجن .. ولا زيادة:

هذه الحقائق تتلخّص في أن هنالك خلقاً اسمه الجنّ، مخلوق من النار، لقول إبليس في الحديث عن آدم: {قَالَ أَنَا خَيرٌ مِّنْه خَلَقتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ (٧٦)} (ص)!

ويروي مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خلقت الملائكة من نور، وخُلق الجانّ من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصِفَ لكم" (١).

وإبليس كان من الجنّ (٢)، كما قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (الكهف)!

وهذا الخلق له تجمعات خاصة، وأصناف خاصة!

يروي الحاكم وغيره عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قال


(١) مسلم: ٥٣ - الزهد (٢٩٩٦)، وأحمد: ٦: ١٥٣، ١٦٨، والبيهقي: الأسماء والصفات: ٣٨٥ - ٣٨٦، وابن حبان (٦١٥٥)، وأورده السيوطي: الدرر المنثور: ٧: ٦٩٥ وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذري، وابن مردويه.
(٢) انظر: تفسير الشوكاني: ٣: ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>