للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ثم مررت بعير قريش -فذكر القصة- ثم أتيت أصحابي بمكّة قبل الصبح، فأتاني أبو بكر، فقال: أين كنت الليلة؟ " فقال:

"إِني أتيت بيت المقدس"، فقال: إِنه مسيرة شهر، فصفه لي، قال: "ففتح الله لي شراكاً كأنّي أنظر إِليه، لا يسألني عن شيء إِلا أنبأته عنه".

وفي حديث أم هانئ أيضاً أنهم قالوا له: كم للمسجد من باب؟

قال:

"ولم أكن عددتها، فجعلت أنظر إِليه وأعدها باباً باباً"!

وفيه عند أبي يعلى أن الذي سأله عن صفة بيت المقدس هو المطعم بن عدي، والد جبير بن مطعم، وفيه من الزيادة:

فقال رجلٌ من القوم: هل مررتَ بإِبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: "نعم، لهم ناقة حمراء" قالوا: فأخبرنا عن عدتها، وما فيها من الرعاة، قال: كنت عن عدّتها مشغولاً"، فقام فأتى الإِبل فعدّها وعلم ما فيها من الرعاء، ثم أتى قريشاً فقال: "هي كذا وكذا، وفيها من الرعاء فلان وفلان، فكان كما قال"!

قال الشيخ أبو محمَّد بن أبي جمرة:

الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس قبل العروج إلى السماء، إرادة

<<  <  ج: ص:  >  >>