للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القرطبي في المفهم:

ظاهر حديث أنس أنها -أي سدرة المنتهى- في السابعة، لقوله بعد ذكر السماء السابعة: "ثم ذهب بي إلى السدرة"، وفي حديث ابن مسعود، أنها في السادسة، وهذا تعارض لا شك فيه، وحديث أنس هو قول الأكثر، وهو الذي يقتضيه وصفها بأنها التي ينتهي إليها علم كل نبيّ مرسل، وكل ملك مقرّب على ما قال كعب، قال: وما خلفها فغيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه، وبهذا جزم إسماعيل بن أحمد، وقال غيره: إليها منتهى أرواح الشهداء، قال: ويترجّح حديث أنس بأنّه مرفوع، وحدث ابن مسعود موقوف، كذا قال، ولم يعرج على الجمع، بل جزم بالتعارض!

قال ابن حجر:

ولا يعارض قوله إنها في السادسة ما دلّت عليه بقيّة الأخبار أنه وصل إليها بعد أن دخل السماء السادسة؛ لأنه يحمل على أن أصلها في السماء السادسة، وأغصانها وفروعها في السابعة، وليس في السادسة منها إلا أصل ساقها!

وأشار إلى حديث أبي ذر أوّل الصلاة "فغشيها ألوان لا أدري ما هي" وبقيّة حديث ابن مسعود المذكور، قال تعالى:

{إِذ يَغشَى السّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)} (النجم)!

<<  <  ج: ص:  >  >>