قال الإِمام تقيّ الدين أحمد بن تيمية الحراني في بعض كتبه، بعد أن ذكر الفناء المحمود، والفناء المذموم:
ولهذا لمَّا سلك ابن عربي، وابن سبعين، وغيرهما هذه الطرق الفاسدة أورثهم ذلك (الفناء) عن وجود السويّ، فجعلوا الوجود واحداً، ووجود كل مخلوق هو عين وجود الحق، وحقيقة الفناء عندهم أن لا يرى إلا الحق، وهو الرائي والمرئي، والعابد والمعبود، والذاكر والمذكور، والناكح والمنكوح، والأمر الخالق هو الأمر المخلوق، وهو المتّصف بكل ما يوصف به الوجود من مدح وذم، وعبّاد الأصنام ما عبدوا غيره، وما ثمّ موجود مغاير له البتة عندهم، وهذا منتهى سلوك هؤلاء الملحدين!!
وأكثر هؤلاء الملاحدة القائلين بوحدة الوجود يقولون: فرعون أكمل من موسى، وإن فرعون صادق في قوله:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} لأن الوجود فاضل ومفضول، والفاضل يستحق أن يكون ربّ المفضول، ومنهم من يقول:(إنه مات مؤمناً، وأن تغريقه كان ليغتسل غسل الإِسلام)(١)!!
فالحق أن فكرة (وحدة الوجود) فكرة زائفة، تصادم نصوص الدّين القطعية، ولا يدل عليها شيء، من قرآن أو سنّة، وأن العقيدة الإِسلاميّة السمحة براء من مذهب (وحدة الوجود)!