للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه جبريل أن نعم، إن شئت، فعلا به إلى الجبّار، فقال وهو مكانه: يا ربِّ! خفف عنّا، فإن أمتي لا تستطيع هذا، فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه، فلم يزل يُردّده موسى إلى ربّه، حتى صارت إلى خمس صلوات!

ثم احتبسه موسى عند الخمس، فقال: يا محمَّد! والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه، فأمّتك أضعف أجسادًا وقلوبًا وأبدانًا وأبصارًا وأسماعًا، فارجع فليُخفِّف عنك ربّك، كل ذلك يلتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل، ليشير عليه، ولا يكره ذلك جبريل!

فرفعه عند الخامسة فقال: يا ربّ! إن أمّتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم فخفِّف عنّا، فقال الجبّار: يا محمَّد! قال: لبَّيك (١) وسَعْدَيْك (٢)، قال: إنه لا يبدّل القول لديّ، كما فرضت عليك في أم الكتاب، قال فكل حسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أمّ الكتاب، وهي خمسٌ عليك!

فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: خَفَّفَ عنّا، أعطانا


(١) يقال: لبّيك لزومًا لطاعتك، أو إلبابًا بعد إلباب، وإقامة بعد إقامة، وإجابة بعد إجابة، أو معناه اتجاهي إليك وقصدي وإقبالي على أمرك: الصحاح، والمعجم الوسيط، ومجمل اللغة (لب).
(٢) يقال في الدعاء: لبّيك وسعديك: أي إسعادًا لك بعد إسعاد: الصحاح، والمعجم الوسيط (سعد).

<<  <  ج: ص:  >  >>