للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحابي إذا قال قولًا، وخالفه غيره منهم، لم يكن قوله حجة!

وذكر ابن حجر تعليقًا على قول النوويّ: وجزمه بأن عائشة لم تنف الرؤية بحديث مرفوع تبع فيه ابن خزيمة (١)، فإنه قال في كتاب التوحيد من صحيحه: النفي لا يوجب علمًا، ولم تحلّ عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرها أنه لم ير ربّه، وإنما تأوّلت الآية.

قال ابن حجر: وهو عجيب، فقد ثبت ذلك عنها في صحيح مسلم الذي شرحه الشيخ، فعنده من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي، عن مسروق في الطريق المذكور قال مسروق: وكنت متكئًا فجلست، فقلت: ألم يقل الله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)}

فقالت: أنا أوّل هذه الأمة سأل رسول الله عن ذلك، فقال: "إنما هو جبريل".

وأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن داود بهذا الإسناد، فقالت: أنا أول من سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذا، فقلت: يا رسول الله! هل رأيت ربّك؟ فقال: "لا، إنما رأيت جبريل منهبطًا"!

نعم، احتجاج عائشة بالآية المذكورة خالفها فيه ابن عباس، فأخرج الترمذي من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: (٢) رأى محمَّد ربّه.


(١) فتح الباري: ٨: ٦٠٧ - ٦٠٨.
(٢) انظر: الترمذي (٣٢٧٩)، (٣٢٧٨ - ٣٢٨٠)،

<<  <  ج: ص:  >  >>