الهوى، وضمان من البخس ومن ثم يأوي المسلم إلى ركن شديد، ينال فيه العدل والأمان!
إله واحد رحيم ودود، منعم وهّاب، غافر الذنب، وقابل التوب، يجيب المضطرّ إذا دعاه، ويكشف السوء .. فالمسلم في كنفه آمن آنس، سالم غانم، مرحوم إذا ضعف، مغفور له متى تاب!
وهكذا يمضي المسلم مع صفات ربّه التي يعرفه بها الإِسلام، فيجد في كل صفة ما يؤنس قلبه، وما يطمئن روحه، وما يضمن له الحماية والوقاية، والعطف والرحمة، والعزّة والنعة، والاستقرار والسلام!
هكذا يفيض السلام على قلب المسلم من صحة تصوّر العلاقة بين العبد والربّ، وبين الخالق والكون، وبين الكون والإنسان!
فالله عَزَّ وَجَلَّ خلق هذا الكون بالحق، وخلق كل شيء فيه بقدر وحكمة .. والإنسان مخلوق قصدًا، وغير متروك سدىً، ومهيّأ له كل الظروف الكونيّة المناسبة لوجوده، ومسخّر له ما في السماوات وما في الأرض جميعًا، وهو كريم على الله، وخليفة في الأرض، والله معينه على هذه الخلافة، والكون من حوله صديق مأنوس، تتجاوب روحه مع روحه، حين يتجه كلاهما إلى الله، وهو مدعوّ إلى الحياة في هذه الرحاب، والتعاطف مع كل شيء، ومع كل حيّ في هذا الوجود الكبير!
والعقيدة التي تقف صاحبها أمام معالم الحياة عقيدة جميلة فوق أنها عقيدة كريمة تسكب في روحه السلام، وتطلقه يعانق الوجود، ويشيع من حوله الأمن والرفق، والحبّ والسلام!
والاعتقاد بالآخرة يؤدي الدور الأساسيّ في إفاضة السلام على روح المؤمن