ولا يفجر، وأولى به ألا يفسق ولا يخدع، وأولى به ألا يطغى ولا يتجبّر، وأولى به ألا يستخدم أداة مدنّسة ولا وسيلة خسيسة، وأولى به ألا يستعجل المراحل، وألا يعتسف الطريق، وألا يركب الصعب من الأمور، فهو بالغ هدفه من العبادة بالنّيّة الخالصة، والعمل الدائب في حدود الطاقة!
ومن شأن هذا كله ألا تثور المخاوف والمطامع في نفسه، وألا يستبدّ به القلق في أيّة مرحلة من مراحل الطريق، فهو يعبد في كل خطوة، وهو يحقّق غاية وجوده في كل خطرة، وهو يرتقي صعدًا إلى الله في كل نشاط، وفي كل مجال!
وشعور المؤمن بأنّه يمضي مع قدر الله، في طاعة الله، لتحقيق إرادة الله .. وما يسكبه هذا الشعور في روحه من الطمأنينة والسلام والاستقرار، والمضيّ في الطريق بلا حيرة ولا قلق ولا سخط على العقبات والمشاق، وبلا قنوط من عون الله ومدده، وبلا خوف من ضلال القصد أو ضياع الجزاء!
ومن ثم يحسّ بالسّلام في روحه، حتى وهو يقاتل أعداء الله وأعداءه -كما سيأتي- فهو إنما يقاتل لله، وفي سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله .. ولا يقاتل لجاه أو مغنم أو نزوة أو عرض من أعراض هذه الحياة!
كذلك شعوره بأنّه يمضي على سنّة الله مع هذا الكون كله .. قانونه، ووجهته، فلا صدام ولا خصام، ولا تبديل للجهد، ولا بعثرة للطاقة، وقوى الكون كله تتجمّع إلى قوّته، وتهتدي بالنور الذي يهتدي به، وتتجه إلى الله وهو معها يتجه إلى الله!
والتكاليف التي يفرضها الإِسلام على المسلم كلها من الفطرة، ولتصحيح السلوك .. لا تتجاوز الطاقة، ولا تتجاهل طبيعة الإنسان وتركيبه، ولا تهمل