طاقة واحدة من طاقاته لا تطلقها للعمل والبناء والنماء، ولا تنسى حاجة من حاجات تكوينه الجسمانيّ والرّوحيّ لا تلبّيها في يسر وفي سماحة وفي رخاء!
ومن ثم لا يحار ولا يقلق في مواجهة تكاليفه .. يحمل منها ما يطيق حمله، ويمضي في الطريق إلى الله، في طمأنينة وروح وسلام!
والمجتمع الذي ينشئه هذا النهج الربّاني، في ظلّ النّظام الذي ينبثق من هذه العقيدة الجميلة الكريمة، والضمانات التي يحيط بها النفس والعرض والمال .. كلها مما يشيع السلم. وينشر روح السلام!
هذا المجتمع المتوادّ المتحابّ المترابط المتكامل المتناسق!
هذا المجتمع الذي حقّقه الإِسلام مرّة في أرقى وأصفى صورة .. ثم ظلّ يحقّقه في صور شتّى على توالي الحقب، تختلف درجة صفائه .. ولكنه يظل في جملته خيرًا من كل مجتمع آخر صاغته الجاهليّة في الماضي والحاضر، وكل مجمع لوّثته هذه الجاهليّة بتصوراتها ونظمها الأرضيّة!
هذا المجتمع الذي تربطه آصرة واحدة -آصرة العقيدة -حيث تذوب فيها الأجناس والأوطان، واللغات والألوان، وسائر هذه الأواصر العرضيّة التي لا علاقة بها بجوهر الإنسان!