للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم الذي يشرك بالله ما لا سلطان له ولا قوّة؟

وهنا يتنزّل الجواب من الملأ الأعلى، ويقضي الله بحكمه:

{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (الأنعام)!

الذين آمنوا وأخلصوا أنفسهم لله، لا يخلطون بهذا الإيمان شركاً في عبادة ولا طاعة ولا اتجاه!

هؤلاء لهم الأمن!

وهؤلاء هم المهتدون!

لقد كشف لهم عن وَهَن ما هم عليه من تصوّرهم أن هذه الآلهة تملك أن تسيء إليه .. وواضح أنهم ما كانوا يجحدون وجود الله، ولا أنه هو صاحب القوّة والسلطان .. ولكنهم كانوا يشركون به هذه لآلهة .. فلما واجههم إبراهيم بأن من كان يخلص نفسه لله لا يخاف من دونه، فأمّا من يشرك بالله فهو أحق بالخافة .. سقطت حجّتهم، وعلت حجّة إبراهيم عليه السلام، وارتفع على قومه عقيدةً وحجّةً ومنزلةً!

يروي الشيخان وغيرهما عن عبد الله قال: لمَّا نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٨٢)}. قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينا لم يظلم؟ فأنزل الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)} (لقمان)! (١)


(١) البخاري: ٢ - الإيمان (٣٢)، وانظر (٣٣٦٠، ٣٤٢٨، ٣٤٢٩، ٤٦٢٩، ٤٧٧٦، ٦٩١٨، ٦٩٣٧)، ومسلم (١٢٤)، وأحمد: ١: ٣٧٨، ٤٢٤، ٤٤٤، والطيالسي (٢٧٠)، والترمذي (٣٠٦٧)، والنسائي: الكبرى (١١١٦٥، ١١٣٩٠)، والتفسير (١٨٦ ط ٤١٠)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>