وما أحوجنا كأمّة أن نعرف معالم (ديننا القيّم)، الذي يحمل الكثيرون اسمه، ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة والتقليد أكثر مما يجب أن يكونوا عليه من الفهم والسلوك، وأن يكيّفوا حياتهم في دائرة الإذعان والخضوع، والانقياد والخشوع، لأمر الله ورسوله:
رجاء أن نرى خير أمّة أخرجت للناس، تدعو إلى هذا (الدّين القيّم)، وترفع راية الأمن والإيمان والسلامة والإِسلام عبر التاريخ!
ولا سلام لعالم ضمير الفرد فيه لا يستمتع بالسلام، ومن ثم فإن الإيمان الحق هو الأساس، ومنهج (الدّين القيّم) هو المنهج الذي يدعو إلى الأمن والسلام!
ومعلوم أن التصوّر الإِسلامي للسلام العالمي له خصائص .. انطلاقاً من وحدة الوحي والمصدر: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)} (الشورى)!
والموُحِي هو الله عزّ وجلّ العزيز الحكيم!
والموُحَى إليهم هم رسل الله على مدار الزمان!
والوحي واحد في جوهره، على اختلاف الرسل، واختلاف الزمان! (١)
إنها حقيقة بعيدة البداية، ضاربة في أطواء الزمان، وسلسلة كثيرة الحلقات، ومنهج ثابت الأصول، على تعدّد الفروع!
وهذه الحقيقة -على هذا النحو- حين تستقرّ في ضمائر المؤمنين تشعرهم بأصالة ما هم عليه وثباته، ووحدة حقيقته وطريقه، وتشدّهم إلى مصدر هذا الوحي: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)}!