للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما تشعرهم بالقرابة بينهم وبين المؤمنين أتباع الوحي، عبر آباد الزمان، وأبعاد المكان: فتلك أسرتهم تضرب في بطون التاريخ، وتمتدّ جذورها في شعاب الزمن، وتتصل كلها بالله في النهاية، فيلتقون فيه جميعاً!

وهو {الْعَزِيزُ} القويّ القادر {الْحَكِيمُ} الذي يوحي لمن يشاء بما يشاء، وفق حكمة وتدبير!

فأنّى يصرفون عن هذا المنهج الإلهيّ الواحد الثابت إلى السبل المتفرّقة التي لا تؤدّي إلى الله، ولا يعرف لها مصدر، ولا تستقيم على اتجاه قاصد قويم؟

وبعد ذلك مباشرة يطالعنا قوله تعالى:

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦)} (الشورى)!

وكثيراً ما يُخدع الناس فيحسبون أنهم يملكون شيئاً، لمجرد أنهم يجدون أشياء في أيديهم، مسخرةً لهم، ينتفعون بها، ويستخدمونها فيما يشاؤون .. ولكن هذا ليس ملكاً حقيقيًّا، إنما الملك لله عزّ وجل مالك الملك .. الذي يحيي ويميت .. ويملك أن يعطي البشر ما يشاء .. وأن يذهب بما في أيديهم من شيء .. وأن يضع في أيديهم بدلًا مما أذهب!

الملك الحقيقي لله الذي يحكم طبائع الأشياء، ويصرفها وفق الناموس المختار، فتلبي وتطيع، وتتصرّف وفق ذلك الناموس!

وكل ما في السماوات وما في الأرض من شيء (لله) بهذا الاعتبار الذي لا يشاركه فيه أحد سواه!

<<  <  ج: ص:  >  >>