فليس هو المالك فحسب، ولكنه ملك العلوّ والعظمة، على وجه التفرّد كذلك!
العلوّ الذي كل شيء بالقياس إليه سفول، والعظمة التي كل شيء بالقياس إليها ضآلة!
ومتى استقرّت هذه الحقيقة استقراراً صادقاً في الضمائر، عرف الناس إلى أين يتجهون فيما يطلبون لأنفسهم من خير ومن رزق ومن كسب، فكل ما في السماوات وما في الأرض (لله) الذي بيده العطاء!
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)}!
الذي لا يصغر ولا يسفل من يمدّ يده إليه بالسؤال، كما لو مدّها إلى مخاليق، وهم ليسوا بأعلياء ولا عظماء!
ثم يعرض مظهراً لخلوص الملكيّة (لله) في الكون، وللعلوّ والعظمة كذلك .. يتمثّل في حركة السماوات تكاد تنفطر من روعة العظمة التي تستشعرها (لله)، ومن زيغ بعض من في الأرض عنها!
كما يتمثّل في حركة (الملائكة) يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون لمن في الأرض من انحرافهم وتطاولهم: