للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالكتاب في الآية الثانية يقصد به عين الكتاب في الآية الأولى، وهو التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى -عليه السلام- وجعلها هدى لبني إسرائيل!

وسبق أن بيّنا ذلك، وأنه المعنى المتبادر من الآيات، والذي لا يمكن أن يفهم المتأمل في كتاب الله غيره، وقد أجمع عليه جمهور المفسّرين، وقليل منهم أضاف إلى ذلك أنه يجوز أن يراد به اللوح المحفوظ، ومنهم القاسمي! (١)

وقد سبق بيان فائدة إخبار الله بني إسرائيل في التوراة أنهم يفسدون في الأرض مرتّين!

وبإثباتنا أن المراد بالكتاب في الآية الثانية هو التوراة، نكون قد رددنا أساس رأيه من أن المراد به هو القرآن (٢)، ورددنا ما بناه على هذا الرأي من أن مرّتي الإفساد في الإِسلام، وأن ذلك من الإنباء بالغيب الذي يكون في المستقبل بالنسبة لنزول الآية الكريمة على النبي - صلى الله عليه وسلم -!

هذا، ولنا تعليقات يسيرة على بعض ما جاء في هذا المقال، منها:

أولاً: يقول: ما السرّ في أن يخبر الله عن إسرائه برسوله - صلى الله عليه وسلم - في آية واحدة أوّل السورة، ينقطع بعدها الحديث عن الإسراء جملة إلى آخر السورة، ويبدأ الحديث عن بني إسرائيل، وما أنعم الله عليهم، وعهد إليهم، وعن دور خير يكون لهم، وما وجه المناسبة بين هذه الآيات والأحداث ... ؟ إلخ!

ونقول: إن الله تعالى ما ذكر الإسراء إلا يكون آية من الآيات من أول الإسراء مثاراً لتشكيك من في قلوبهم مرض في رسال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وصدق نبوّته،


(١) انظر: تفسير القاسمي: ١٠: ٣٩٠٢.
(٢) انظر: بنو إسرائيل في القرآن والسنة: ٢: ٣٨١ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>