كما اتّخذها ذريعة للسخرية برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن آمن به، فالله تعالى يقول لهؤلاء الذين في قلوبهم مرض، ويصدّون عن سبيل الله من آمن، ويهزؤون برسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم -: إن لم تنتهوا عن إثارة الفساد في الأرض، ووضع العراقيل أمام الدعوة، ليصيبنّكم ما أصاب بني إسرائيل قبلكم، حين عاثوا فساداً في الأرض مرّتين، وعلو علوًّا كبيراً، فقد سلّط الله عليهم بعد كل من المرّتين من يسومهم سوء العذاب، ومن يجوس خلال ديارهم بالقتل والتّخريب!
وتبدأ السورة بتسبيح الله تعالى (١)، وتضمّ موضوعات شتّى، معظمها عن العقيدة، وبعضها عن قواعد السلوك الفردي والجماعي وآدابه القائمة على العقيدة ... إلى شيء من القصص عن بين إسرائيل يتعلّق بالمسجد الأقصى الذي كان إليه الإسراء!
ولكن العنصر البارز في كيان هذه السورة ومحور موضوعاتها الأصيل هو شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. وموقف القوم منه في مكة .. والقرآن الذي نزل عليه .. وطبيعة هذا القرآن وما يهدي إليه، واستقبال القوم له!
واستطرد بهذه المناسبة إلى طبيعة الرسالة والرسول - صلى الله عليه وسلم - .. وإلى امتياز الرسالة الإِسلاميّة بطابع غير طابع الخوارق الحسيّة وما يتبعها من هلاك المكذّبين بها .. وإلى تقرير التبعة الفرديّة في الهدى والضلال الاعتقادي، والتبعة الجماعيّة في السلوك العملي في محيط المجتمع!
ويتكرر في سياق السورة تنزيه الله وتسبيحه وحمده وشكر آلائه .. ففي مطلعها: