مع الكشف عن حكمة الإسراء:{لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِنَا}!
وبمناسبة المسجد الأقصى يذكر كتاب موسى، وما قضى الله لبني إسرائيل من نكبة وهلاك وتشريد مرّتين، بسبب طغيانهم وإفسادهم، مع إنذارهم بثالثة ورابعة:{وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا}!
ثم يقرر أن القرآن يهدي للتي هي أقوم، بينما الإنسان عجول مندفع، لا يملك زمام انفعالاته .. ويقرّر قاعدة التبعة الفرديّة في الهدى والضلال، وقاعده التبعة الجماعية في التصرفات والسلوك!
وهكذا نجد السياق ينتقل من سيرة بني إسرائيل وكتابهم الذي آتاه الله موسى عليه السلام، ليهتدوا به فلم يهتدوا، بل ضلّوا فهلكوا ... ينتقل إلى القرآن الكريم:
هكذا على وجه الإطلاق فيمن يهديهم، وفيما يهديهم، فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان .. ويشمل ما يهديهم إليه كل منهج، وكل طريق، وكل خير يهتدي إليه الشر في كل زمان ومكان، وجيل وقبيل!
يهدي للتي هي أقوم في عالم الضمير والشعور، بالعقيدة الواضحة التي لا تعقيد فيها ولا غموض .. والتي تطلق الروح من أثقال الوهم والخرافة، وتطلق الطاقات البشريّة الصالحة للعمل والبناء، وتربط بين نواميس الكون الطبيعيّة ونواميس الفطرة البشريّة في تناسق واتّساق!