ولو شاء الله لرفعه بما آتاه من العلم بآياته .. ولكنه سبحانه لم يشأ؛ لأن ذلك الذي علم الآيات أخلد إلى الأرض واتبع هواه ولم يتبع الآيات!
إنه مثل كل من آتاه الله من العلم، فلم ينتفع بهذا العلم، ولم يستقم على طريق الإيمان، وانسلخ من نعمة الله، ليصبح تابعاً ذليلاً ذيلاً للشيطان، ولينتهي إلى المسخ في مرتبة الحيوان، وهو خلق يهود، ومن على شاكلتهم!
ثم ما هذا اللهاث الذي لا ينقطع؟!
إنه -في حسّنا كما توجيه إيقاعات هذا النبأ وتصوبر مشاهده في القرآن- ذلك اللهاث وراء أعراض هذه الحياة الدنيا التي من أجلها ينسلخ الذين يؤتيهم الله آياته فينسلخون منها .. وذلك اللهاث القلق الذي لا يطمئن أبداً .. والذي لا يترك صاحبه، سواء وعظته أم لم تعظه، فهو منطلق فيه أبداً، وهو خلق يهود، ومن على شاكلتهم!
والحياة البشريّة ما تني تطلع علينا بهذا الله في كل زمان وفي كل مكان، وفي كل جيل وفي كل قبيل .. حتى إنه لتمرّ فترات كثيرة وما تكاد العين تقع إلا على هذا المثل .. فيما عدا الندرة ممن عصم الله ممن لا ينسلخون من آيات الله، ولا يخلدون إلى الأرض، ولا يتبعون الهوى، ولا يستذلهّم الشيطان، ولا يلهثون وراء الحطام الذي يملكه أصحاب السلطان!
فهذا مثل لا ينقطع وروده ووجوده، وما هو بمحصور في قصّة وقعت، في جيل من الزمان، فهو خلق يهود، ومن على شاكلتهم!
وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يتلو هذا النبأ على قومه الذين كانت تتنزّل عليهم آيات الله، كي لا ينسلخوا منها وقد أوتوها .. ثم ليبقى من بعده ومن