الأرض، تنطبق أوصافهم وأعمالهم وعقوباتهم المدمّرة لبني إسرائيل على العباد الذين أذلوهم قبل الإِسلام، كالبابليّن والرّومان، ولا تنطبق على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كما قال!
خامساً: تحدّث تحت عنوان: (ردّ الكرة)!، فقال: قال تعالى:
ردّت ليهود الكرّة علينا بعد ألف وثلائمائة ونيّف وسبعين من تأديب الله لهم، منذ بعث عليهم عباده المؤمنين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاسوا خلال الديار ... إلخ!
ونحن لا نوافقه لأمور منها:
أ- أن قوله تعالى:{ثمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ}! يفيد أنه حسنت حالهم، وتركوا ما هم عليه من فساد وإفساد، حتى ردّ الله لهم الكرّة على عدوّهم، وتلك سنّة الله في خلقه، ينصر من تاب إليه وأناب، وهذا المعنى الذي تفيده الآية لا يمكن أن يوسف به اليهود في عصرنا؛ إذ هم مازالوا على فسادهم وإفسادهم وكفرهم وطغيانهم، ولكن يمكن أن توصف به القلّة المؤمنة التي أطاعت طالوت وقاتلت معه -كما أسلفنا-، وأيّدت داود عليه السلام وناصرته، وقالت عندما برزت لجالوت وجنوده: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٥٠) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللهِ ... " (البقرة: ٢٥١)!
وإذن فقوله تعالى:{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ}! أكثر ما يكون انطباقاً على بني إسرائيل الذين قاتلوا مع طالوت بعزيمة صادقة، وإيمان راسخ، وصبر جميل، ولهذا نصرهم الله على أعدائهم!