ب- ما قاله من أن اليهود ردّت لهم الكرّة علينا، وأمدّوا بثلاث، ما أمدّوا في تاريخهم بمثلها!
بأموال تتدفَّق عليهم من أقطار الأرض!
وبنين مهاجرين ومقاتلين!
وكثرة الناصر لهم ... إلخ!
ينطبق على حالهم في عهد داود عليه السلام -كما أسلفنا- لأنهم في ذلك العهد أمدّهم الله بالأموال الكثيرة، والبنين، وصاروا أكثر عدداً من أعدائهم، ولعلّنا لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا: إن عهد حكم داود وسليمان عليهما السلام لبني إسرائيل هو العهد الذهبي الوحيد لهم طول حياتهم!
أمّا ما جاء بعد ذلك من تاريخ بني إسرائيل إلى وقتنا الحاضر، فما هو إلا سلسلة من المآسي والنكبات -كما عرفنا وكما سيجيء- وسيستمر احتقار العالم لهم، وكرهه إيّاهم، وانتقامه منهم إلى يوم القيامة، وإن بدا في عصرنا هذا أنه متعاطف معهم ومساند لباطلهم، وذلك بسبب أنانيتهم وسعيهم في الأرض فساداً، وقد صرح القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى:
هذا، وإن اليهود مهما أمدّوا وأُعينوا من دول الكفر الكبرى فهم ليسوا أكثر أبناء ولا نفيراً منا نحن المسلمين، وليسوا أيضاً أكثر أموالاً منا إذا وازنا بين ما نملكه