(إن هذه الكتابات بمثابة مؤامرة على القضيّة الوطنيّة)(١)!
وتردّد يومها أن الدكتور (هيكل) قد أحرز قدرًا ضخماً من الكسب المادي من كتابه (حياة محمد) الذي سنعرض له فيما بعد!
ومن ثم أصبحت الكتابة الإسلاميّة موضع تقدير في نظر الكتاب!
غير أن أخطر ما هنالك أن (هيكل) و (علي عبد الرازق) أعلنا موقفاً خطيراً في مجلس الشيوخ، عندما أثير النقاش في كتابات (طه حسين) ووقفا للدفاع عنه، وتبيّن أن هذه الكتابة لم تصدر عن إيمان برسالة الإسلام (ديناً ودولةً)، وإنما كانت من الأعمال السياسيّة والحزبيّة!
وإذا كانت كتب (حياة محمد)، و (على هامش السيرة)، و (العبقريّات) قد هزّت وجدان المسلم وقتها، وأحدثت نوعاً من الإعجاب والتقدير، فإن هذا كان هدفاً مقصوداً في مواجهة حركة اليقظة الإسلاميّة التي تهدف إلى تقديم الإسلام كمنهج حياة، ونظام مجتمع، بكتابات إسلامية، من أقلام لها مكانتها السياسيّة في الجماهير، لتحويل التيار نحو المفاهيم الأخرى، وهو ما يسمى (تقديم البديل) المتشابه ظاهريًّا، والمختلف جوهراً، وهو بهذا استجابة ظاهرية للتيار الإسلامي، ومحاولة لاحتوائه!
وكان هذا هدفاً مقصوداً لفرض المفهوم الغربي على السيرة النبويّة، والتاريخ الإسلامي، وهو المفهوم البعيد عن الوحي والغيبات والمعجزات!
بيد أن هذه الظاهرة بالإعجاب بكتب هؤلاء عن السيرة النبويّة لم قدم
(١) انظر: تقديم سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد: ١٩ وما بعدها، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط. أولى ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م.