للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإشارة إلى أننا نحن أولاده ليس على سبيل البنوة التي للمسيح ربنا، من قبيل البنوة التي أنعم علينا بها بواسطة التبني والتجديد) ا. هـ بحروفه!

وقد ناقش صاحب المنار - رحمه الله - هذه الأقوال وفندها (١)!

وقال (٢): والجدال عن الأقانيم في اللاهوت ابتدأ في العصر الرسولي، وقد نشأ على الأكثر عن تعاليم الفلاسفة الهيلانيّين، والغنوسطيّين، فإن (ثيوفيلوس) أسقف أنطاقية في القرن الثاني استعمل كلمة (ثرياس) باليونانيّة، ثم كان (ترتليانوس) أول من استعمل كلمة (ترينيتاس) باليونانيّة، ثم كان (ترتليانوس) أول من استعمل كلمة (ترينيتاس) المرادفة لها، ومعناها (الثالوث)!

وفي الأيام السابقة للمجمع النيقاوي حصل جدال مستمر في هذا التعليم، وعلى الخصوص في الشرق، وحكمت الكنيسة على كثير من الآراء بأنها (أراتيكيّة) (٣)، ومن جملتها (آراء الأبيونيّين) الذين كانوا يعتقدون أن المسيح إنسان محض، و (السابيليّن) الذين كانوا يعتقدون أن الآب، والابن، والروح القدس إنما هي صور مختلفة، أعلن بها الله نفسه للناس، و (الآريوسيّين) الذين كانوا يعتقدون أن الابن ليس أزليًّا كالأب؛ بل هو مخلوق منه قبل العالم، ولذلك هو دون الأب، وخاضع له، و (المكدونيّين) الذين كون الروح القدس أقنوما!


(١) انظر تفسير المنار: ١٠: ٣٣٤ وما بعدها.
(٢) المرجع السابق: ٣٢٩ وما بعدها بتصرف.
(٣) المراد بالأراتيكية: المبتدعة، من الأرتقة، والأشهر: الهرتقة، وبعضهم يقول: هرطقة، بقلب التاء طاء، وأصله تفخيمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>