جميع الكائنات، والحاكم الأعظم، على جميع العوالم، والمعطي كل المواهب الحسنة، و (الله)"روح غير محدود، أزلي غير متغير في وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله، وجودته وحقه" وهو يظهر لنا بطرق متنوعة، وأحوال مختلفة، في أعماله وتدبير عنايته (رو: ١: ٢٠) ولا سيما في الكتب المقدسة، حيث يتجلى غاية التجلي في شخصيّته وأعمال ابنه الوحيد المخلص يسوع المسيح .. ثم قال:"طبيعة الله" عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية الجوهر (مت ٢٨: ١٩، ٢ كو ١٣: ١٤) الله الآب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلى الآب ينتمي الخلق بواسطة الابن (مز ٣٣: ٦، وكو ١: ١٦، وعب: ٢٠١) وإلى الابن الفدى، وإلى الروح القدس التطهير، غير أن الثلاثة أقانيم تتقاسم جميع الأعمال الإلهيّة على السواء، أما مسألة التثليث فغير واضحة في العهد القديم، كما هي في العهد الجديد، وقد أشير إلى هذا الأمر في تك ص ١ حيث ذكر (الله) و (روح الله)(قابل مز ٣٣: ٦، ويو: ١: ١، ٣) والحكمة الإلهيّة المشخصة (أم ص ٨) تقابل (الحكمة) في (يو ص ١) وربما تشير إلى الأقنوم الثاني. وتطلق نعوت القدير على كل أقنوم من هذه الأقانيم على حدته .. ثم قال:
وهذا اللقب يدل على طبيعة المسيح الإلهيّة، كما أن القول بأنه (ابن الإنسان) يدل على طبيعته البشريّة، والمسيح هو ابن الله الأزلي، والابن الوحيد (قابل يو ١٨٠١ , ٥: ١٩ - ٢٦ , و ٩: ٣٥: ٣٨، ومت ١١: ٢٧، ١٦، ٢١: ٣٧ وآيات أخرى غير هذه في الرسائل) ومع أن المسيح يأمرنا بأن ندعو الله (أبانا) فهو لا يدعوه كذلك، إنما يدعوه (أبي) وذلك إيماء لما هنالك من الألفة العظيمة، والعلاقة الشديدة الكائنة بينهما، مما تفوق علاقته كل علاقة بشريّة،