للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبارة إلا أن تستحضر مذاق التجربة، ولكن لن ذاقها فعلاً!

إن هذه العقيدة تنشئ في القلب حياة بعد الموت .. وتطلق فيه نوراً بعد الظلمات .. حياة يعيد بها تذوق كل شيء، وتصور كل شيء، وتقدير كل شيء بحسّ آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة .. ونوراً يبدو كل شيء تحت أشعّته وفي مجاله جديداً، كما لم يبد من قبل قط لذلك القلب الذي نوّره الإيمان!

هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ، يعرفها فقط من ذاقها، والعبارة القرآنيّة هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة؛ لأنها تصورها بألوان من جنسها ومن طبيعتها!

إن الكفر انقطاع عن الحياة الأزليّة الأبديّة، التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب!

هو موت .. وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله .. هو موت .. وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية .. هو موت!

والإيمان اتصال، واستمداد، واستجابة .. فهو حياة!

إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع .. فهو ظلمة .. وختم على الجوارح والمشاعر .. فهو ظلمة .. وتيه في التيه والضلال .. فهو ظلمة!

وإن الإيمان تفتّح ورؤية، وإدراك واستقامة .. فهو نور بكل مقومات النور!

إن الكفر انكماش وتحجر .. فهو ضيق .. وشرود عن الطريق الفطري الميسر .. فهو عسر .. وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن .. فهو قلق!

وإن الإيمان انشراح وشر وطمأنينة وظل ممدود!

<<  <  ج: ص:  >  >>