مجازي، ولا تترك الحقيقة ولا يصار إلى المجاز ما لم يمنع من الحمل على المعنى الحقيقي مانع قوي، ويوشع، وعيسى كانا من بني إسرائيل فلا تصدق هذه البشارة عليهما!
الوجه الرابع: أنه قد وقع في هذه البشارة لفظ (سوف أقيم)، ويوشع كان حاضراً عند موسى - عليه السلام - داخلاً في بني إسرائيل نجيًّا في ذلك الوقت -كما يقولون-، فكيف يصدق عليه هذا اللفظ؟!
الوجه الخامس: أنه وقع في هذه البشارة: (أجعل كلامي في فمه)، وهو إشارة إلى أن ذلك النبيّ ينزل عليه الكتاب، وإلى أنه يكون أمياً حافظاً للكلام، وهذا لا يصدق على يوشع؛ لانتفاء كلا الأمرين فيه!
الوجه السادس: أنه وقع في هذه البشارة: (ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به فأنا أكون المنتقم منه)!
فهذا الأمر لما ذكر لتعظيم هذا النبيّ المبشر به، فلابد أن يمتاز ذلك المبشر به بهذا الأمر عن غيره من الأنبياء، فلا يجوز أن يراد بالانتقام من المنكر العذاب الأخروي الكائن في جهنم، أو المحن والعقوبات الدنيوية التي تلحق المنكرين من الغيب؛ لأن هذا الانتقام لا يختص بإنكار نبي دون نبي، بل يعم الجميع، فحينئذ يراد بالانتقام الانتقام التشريعي!
فظهر منه أن هذا النبي يكون مأموراً من جانب الله بالانتقام من منكره، فلا يصدق على عيسى - عليه السلام - لأن شريعته خالية عن أحكام الحدود والقصاص والتعزير والجهاد!
الوجه السابع: في الباب الثالث من كتاب الأعمال في الترجمة العربيّة المطبوعة سنة ١٨٤٤ م هكذا: