وفي الفصل العشرين من الجزء الثاني من مرشد الطالبين في بيان الجدول التاريخي في الصفحة ٤٨١ من النسخة المطبوعة سنة ١٨٥٢ من الميلاد (أنه نهب أورشليم وقتل ثمانين ألفاً) انتهى. وسلب ما كان في الهيكل من الأمتعة النفيسة التي كانت قيمتها ثمانمائة وزنة ذهب، وقرب خنزيرة وقوداً على المذبح للإهانة، ثم رجع إلى (أنطاكية) وأقام (فيلبس) أحد الأرذال حاكما على اليهوديّة!
وفي رحلته الرابعة إلى مصر أرسل (أبولوينوس) بعشرين ألفاً من جنوده، وأمرهم أن يخربوا (أورشليم) ويقتلوا كل من كان فيها من الرجال، ويسبوا النساء، والصبيان، فانطلقوا إلى هناك، وبينما كان الناس في المدينة مجتمعين للصلاة يوم السبت هجموا عليهم على غفلة، فقتلوا الكل، إلا من أفلت إلى الجبال أو اختفى في المغاور، ونهبوا أموال المدينة وأحرقوها، وهدموا أسوارها، وخربوا منازلها، ثم ابتنوا لهم من بسائط ذلك الهدم قلعة حصينة على جبل (أكرا)، وكانت العساكر تشرف منها على جميع نواحي الهيكل، ومن دنا منهم يقتلونه، ثم أرسل (أنتيوكس أثانيوس) ليعلم اليهود طقوس عبادة الأصنام اليونانية، ويقتل كل من لا يمتثل ذلك الأمر، فجاء أثانيوس إلى أورشليم، وساعده على ذلك بعض اليهود الكافرين، وأبطل الذبيحة اليومية، ونسخ كل طاعة للدين اليهودي عموماً وخصوصاً، وأحرق كل ما وجده مخالفاً أمر (أنتيوكس)، ونجا (متاثياس) الكاهن مع أبنائه الخمسة في هذه الداهية، وفروا إلى وطنهم (مودين) في (سبط دان)، فانتقم من هؤلاء الكفار انتقاماً ما قدروا عليه على استطاعته، كما هو مصرح به في التواريخ، فكيف يصدق هذا الخبر على عيسى - عليه السلام -؟!
وإن قالوا إن المراد ببقاء السلطة امتياز القوم كما يقول بعضهم الآن، قلنا: