للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدميّ، وأنا العاقب" (١)!

وفي رواية لمسلم وغيره عن أبي عبيدة، عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه بأسماء. فقال (٢): "أنا محمد، وأنا أحمد، والمقفّى، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة"!

قال ابن القيّم: الفرق بين محمد وأحمد من وجهين:

(أحدهما: أن (محمداً) هو المحمود حمداً بعد حمد، فهو دال على كثرة حمد الحامدين له، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه. و (أحمد) أفعل تفضيل من الحمد، يدل على أن الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره!

فمحمد زيادة في حمد في الكميّة، وأحمد زيادة في الكيفيّة، فيحمد أكثر حمد، وأفضل حمد حمده البشر!

والوجه الثاني: أن (محمداً) هو المحمود حمداً متكرّراً -كما تقدم-


(١) البخاري: ٦١ - المناقب (٣٥٣٢)، وانظر (٤٨٩٦)، ومسلم (٢٣٥٤)، وأحمد: ٤: ٨٠، ٨٤، والطيالسي (٩٢٤)، وعبد الرزاق (١٩٦٥٧)، والحميدي (٥٥٥)، وابن سعد: ١: ١٠٥، وابن أبي شيبة: ١١: ٤٥٧، والترمذي (٢٨٤٠)، والشمائل (٣٦٠)، وأبو يعلى (٧٣٩٥)، والطحاوي: شرح المشكل (١١٥٠)، والطبراني: الكبير (١٥٢٠ - ١٥٣٠)، والآجري: الشريعة: ٤٦٢، وأبو نعيم: "الدلائل" (١٩)، والبيهقي: "الدلائل": ١: ١٥٢ - ١٥٤، والبغوي (٣٦٢٩، ٣٦٣٠)، وابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني (٤٧٣)، وابن عبد البر: التمهيد: ٩: ١٥٣، والفاكهي: أخبار مكة (١٨٧١)، وابن حبان (٦٣١٣).
(٢) مسلم: ٤٣ - الفضائل (٢٣٥٥)، والبيهقي: ١: ١٥٦ - ١٥٧، وابن أبي شيبة: ١١: ٤٥٧، وابن سعد: ١: ١٠٤ - ١٠٥، وأحمد: ٤: ٣٩٥، ٤٠٤، ٤٠٧، والطحاوي: شرح مشكل الآثار: ٢: ٥١، والطبراني: الصغير (٢١٧)، والحاكم: ٢: ٦٠٤، وابن حبان (٦٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>