للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسقاية، والرفادة، فانتزعوها من بني (عبد الدار)، وتركوا لهم من شارات المجد ما سواهما، حتى جاء الإسلام، فأقرّ حجابة الكعبة في بني (عبد الدار) (١)!

وهو يشير بذلك إلى أن اللواء صار في الإسلام مرتبة من مراتب المسلمين عامة، ولم يعد منصباً من مناصب أمجاد (قريش)، بل ولا عامة العرب، فانتزعه منهم، وجعله لعامة المسلمين، وأقرّ السقاية والرفادة في بني (عبد مناف) يتوارثها الخلف منهم عن السلف، حتى أدركت أبا جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، وتعاقبها الخلفاء من بعده!

أما (زُهرة) الجدُّ الأعلى للسيدة (آمنة) أم خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم -، فهو الأخ الأكبر لـ (قصي) والد (عبد مناف)، وقد أقام (زُهرة) بمكة حياته كلها, لم يفارقها ولم يرحل عنها!

ولما رجع (قصي) من بلاد قضاعة تعرف إليه فعرفه وأدناه، ولم يزل ولده مع ولده لا يفارقونهم، يدخلون معهم في كل حلف، ويشاركونهم فيما يقومون به من عمل!

وكان (بنو زُهرة) شركاء (بني عبد مناف) في نصيبهم عند تجزئة الكعبة لبنائها!

وهذا الترابط الذي كان بين (زهرة) و (عبد مناف) هو الذي يوحي بجعل فرعيهما في قريش ملتقى ما تنقله الوراثة من الخصائص الإنسانيّة المنسابة مع تيار التوالد في الأشخاص!

بيد أن هناك فرقاً بين فرعي (عبد مناف)، و (زهرة)، في مقدار ما عند كل


(١) انظر: ابن الأثير: ٢: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>