وقد عرف العلماء والباحثون من خصائص الشمس الذاتيّة الكثير مما قصرت دون معرفته أنظار العامة بمداركها المحدودة .. وهذا الكثير مما عرفه العلماء والباحثون هو الذي يفتح أمامهم في كل آن باباً جديداً من المعرفة والعلم بالمجهول .. وكل باب جديد يُفتح يكشف عن منافذ للعلم والمعرفة التي تتجدّد على مرّ الزمان في سائر الأمكنة والأوطان التي يأرز إليها العلم بفنونه وآلاته!
وهكذا كلما ازداد العلماء والمفكّرون معرفة بحقائق الكون ازدادوا تطلّعاً إلى أبعد مما وصلوا إليه من العلم بالمجهول .. ولا يزال العلم يكشف للفكر الإنساني عن جديد مجهول من خصائص الشمس يزيده علماً ومعرفة بحقيقتها الكونيّة كنموذج لظاهرة كونية تمدّ الحياة بقوّة الحيويّة الخصبة!
والشمس لا تزال -مع تعلق البحث وزيادة العلم والمعرفة بخصائصها- هي الشمس مشرقة وغاربة، لا تنقطع عنها سبحات الدراسة والبحث، ولا يتوقّف العقل الإنساني عن النظر وراء ما يكشفه من خصائصها الكونيّة!
وهذه الشمس التي يبذل العقل الإنساني جهده في البحث عن خصائصها الكونية -ولن يصل إلى نهايتها- إن هي إلا شمس صغيرة إلى جانب الشموس الكبار، من مجموعة الكواكب والنجوم السابحة في فضاء الكون، محجوبة بأبعادها الشاسعة، وعظمتها الهائلة عن مجال الإدراك الحسّي والعقلي، حتى يستطيع العلم -وهو سيّار لا يتوقّف- بوسائله المعروفة وغير المعروفة، إبداع ما يشق طريقه لإخضاعها للنظر والدرس والبحث، ليكشف عن خصائصها الكونيّة، وقد بدأ يعرف طريقه إلى أطراف المجهول، وهو دائب طموح إلى الوصول!