الخلقي أن أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت تنبع من فطرته بنسب متفقة، فصبره مثل شجاعته، وشجاعته مثل كرمه، وكرمه مثل حلمه، وحلمه مثل رحمته، ورحمته مثل مروءته .. وهكذا لا تجد له خُلقاً في موضعه من الحياة يزيد أو ينقص على خلق آخر في موضعه منها، ومن هنا كان جماع أمره عند قومه (الأمين)، وهذا يمثل التكافؤ الخلقي، أصدق تمثيل!
هذا التكافؤ الخلقي في وجوده الواقعي، في شخصيّة محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - يوشك أن يكون معجزة الحياة في الإنسان .. لأن التاريخ لم يذكر من النماذج العليا للبشريّة من كان هذا التكافؤ الخلقي خليقته العامة سوى محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم -!
وإذا ذكر غيره من النماذج العليا ذكره عنواناً لتبرير جزئي في بعض الأخلاق والفضائل، فهذا مثل مضروب في الصبر، وذاك في الحلم، وثالث في الكرم، ورابع في الشجاعة .. وهكذا تتفرق النهايات في الأخلاق والفضائل في نماذج متعددة .. ولكنها تجتمع متكافئة في شخصية محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو سر الإعجاز الإنساني في حياته - صلى الله عليه وسلم -!
وهذا التكافؤ الخلقي في وجوده الواقعي في شباب الرسول - صلى الله عليه وسلم - معجزة الإنسان في الحياة؛ لأن الشباب معترك الغرائز، وهي مختلفة الأغراض والغايات، فالتكافؤ الخلقي في الشباب ضرب من المحالات في متعارف الحياة، فإذا حققه الوجود الواقعي في شباب محمد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - كان وجوده معجزة الإنسان في الحياة!
وهذا التكافؤ الخلقي في وجوده الواقعي في شباب الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع ملازمة الظاهرة الاجتماعيّة الأولى لحياته في شبابه من شظف العيش -كما أسلفنا-