للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً، ولا يعيّره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده (١)، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه يستجلبونه (٢) في المنطق، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه (٣)، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ (٤)، ولا يقطع على أحد حديثه، حتى يجوز فيقطعه بانتهاء (٥)، أو قيام!

ويقول: كان سكوته على أربع: الحلم! والحذر! والتقدير! والتفكر! فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس! وأما تذكّره، أو قال تفكّره ففيما يبقى ويفنى!

وجمع له - صلى الله عليه وسلم - الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء، ولا يستفزه!


= شمائل الرسول لابن كثير: ٥٤ في الشمائل للترمذي: ٢: ١٤٥ "ولا يجيبه"، وقد ذكر شارحها الرواية المذكورة، وقال: والظاهر أنه سهو؛ لأن الخيبة مصدر اللازم، ولا يظهر معناه في هذا المقام.
(١) في شمائل الترمذي: لا يتنازعون عنده الحديث.
(٢) في المرجع السابق: يستجلبونهم، والمعنى يأتون بهم إلى مجلسه ليستفيدوا من أسئلتهم. وفي التيمورية: يستحلونه: البداية: ٦: ٣٣ هامش.
(٣) ارفدوه: أي أعينوه بالعطاء والصلة أو بالشفاعة.
(٤) المكافئ: المقتصد في ثنائه المقارب في مدحه، أو المكافئ بالثناء على نعمة أنعمها عليه، لا المبتدئ بالثناء.
(٥) كذا، والرواية في الشمائل: بنهي، ومعنى يجوز: يجاوز الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>