للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦)}!

ذلك مثلهم!

فلقد كانت آيات الهدى وموحيات الإيمان متلبّسة بفطرتهم وكيانهم وبالوجود كله من حولهم .. ثم إذا هم ينسلخون منها انسلاخاً .. ثم إذا هم أمساخ شائهو الكيان، هابطون عن مكان الإنسان إلى مكان الكلب الذي يتمرّغ في الظن .. وكان لهم من الإيمان جناح يرفون به إلى عليّين، وكانوا من فطرتهم الأولى في أحسن تقويم، فإذا هم ينحطون منها إلى أسفل سافلين!

{سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧)}

وهل أسوأ من هذا المثل مثلاً؟!

وهل أسوأ من الانسلاخ والتعرّي من الهدى؟!

وهل أسوأ من اللصوق بالأرض واتباع الهوى؟!

وهل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بها هكذا؟!

من يعرّيها من الغطاء الواقي والدرع الحامي، ويدعها غرضاً للشيطان يلزمها ويركبها، ويهبط بها إلى عالم الحيوان اللاصق بالأرض، الحائر القلق، اللاهث لهاث الكلب أبداً!!

وهل يبلغ قول قائل في وصف هذه الحالة وتصويرها على هذا النحو العجيب الفريد، إلا هذا القرآن الكريم؟!

وهناك الأمثال التي يضيق المقام عن ذكرها، في آيات هذا الكتاب!

وهناك الخرافيّون الذين يغالطون في هذه الحقائق أنفسهم، كأن عقولهم

<<  <  ج: ص:  >  >>