ويستقرّ معه في قلب الآخذ والمأخوذ منه أن ينفّذ نظاماً يرضاه الله، ويرجو على الطاعة فيه الخير والحسنى في الدنيا والآخرة سواء!
فلا تمتلئ قلوب بالطمع، ولا تمتلئ قلوب بالحقد، ولا تسير الأمور كلها بالسيف والعصا، وبالتخويف والإرهاب!
ولا تفسد القلوب، وتختنق الأرواح، كما يقع في الأوضاع التي نراها قد قامت على غير (لا إله إلا الله)!
وبعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمستوى الأخلاقي في الجزيرة العربيّة في الدرك الأسفل، في جوانب منه شتى، مما هو معلوم، إلى جانب ما كان في المجتمع من فضائل الخامة البدويّة!
وكان في استطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يعلنها دعوة إصلاحيّة، تتناول تقويم الأخلاق، وتطهير المجتمع، وتزكية النفوس، وتعديل القيم والموازين!
وكان واجداً وقتها -كما يجد كل مصلح أخلاقيّ في أيّة بيئة- نفوساً طيبة، يؤذيها هذا الدنس، وتأخذها الأريحيّة والنخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير!
وربما قال قائل: إنه - صلى الله عليه وسلم - لو صنع ذلك فاستجابت له -في أول الأمر- جمهرة صالحة، تتطهّر أخلاقها، وتزكو أرواحها، فتصبح أقرب إلى قبول العقيدة وحملها .. بدلاً من أن تثير دعوة (لا إله إلا الله)! المعارضة القويّة منذ أول الطريق!
ولكن الله -عزّ وجلّ- يريد أن نعلم أن الأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة، تضع الموازين، وتقرّر القيم، والسلطة التي ترتكن إلى هذه