للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيظل التاريخ يذكر كيف اهتزّ إيوان كسرى، وترنّح قصر قيصر، وتمرغّ الباطل في الرغام!

وإذا الحفاة الذين لم يكن لهم شأن أمام الفرس والروم قد هزموا الباطل، وورثوا عرش هذا، وتاج ذاك!

واندفعوا بقوة هذا (الدّين القيّم)، دين الأمّة الوسط الخيّرة، حتى بلغوا أسوار الصين، وانطلقوا حتى وصلوا إلى ساحل المحيط الأطلسي، وأقاموا دولة إسلاميّة في أسبانيا، ووصلوا إلى فيينا!

وهذا ما شهدته الدنيا، وسجله التاريخ!

وصدق الله العظيم: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)} (التوبة)!

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)} (الفتح)!

وما يزال هذا الذين ظاهرًا على الذين كله -حتى بعد انحساره السياسي في العصر الحاضر عن جزء كبير من الأرض التي فتحها، وبخاصة في أوروبا وجزر البحر الأبيض المتوسط (١) .. وانحسار قوة أهله في الأرض كلها بالقياس إلى القوى التي ظهرت في الشرق والغرب!

أجل، ما يزال دين التوحيد ظاهراً على الدّين كله، من حيث هو دين، فهو الدّين القوي بذاته، القويّ بطبيعته .. الزاحف بلا سيف ولا مدفع من أهله!

بما


(١) انظر: في ظلال القرآن: ٦: ٣٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>